مما يستلزم عروضها كذلك له تكثرا أو تغيرا أو افتقارا إلى شئ ثم إذا حصلها على ذلك الوجه فيثبتها لواجب الوجود لأنه مبدء ساير الموجودات وكمالاتها ومعطى الكمال المطلق أولى بذلك الكمال من غيره واما الحديث الذي نقله عن عالم من أهل بيت النبوة ع من أنه هل سمى عالما وقادرا الا انه وهب العلم للعلماء و القدرة للقادرين وكلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود إليكم والباري تعالى واهب الحياة ومقدر الموت ولعل النمل الصغار توهم ان لله زبانيين (1) كما لها فإنها تتصور ان عدمهما نقصان لمن لا يكونان له وهكذا حال العقلاء في ما يصفون الله فيما أحسب والى الله المفزع (2) فالحديث في غاية الشرف و الحقية وفيه إشارة (3) إلى المسلك الذي ذكرناه في باب اثبات الصفات الكمالية له سبحانه من أنه واهب العلم والقدرة والحياة وهذه صفات كمالية لمطلق الموجود بما هو موجود والصفة الكمالية للموجود إذا وجدت في المعلول فلا بد من وجودها للعلة على وجه أعلى وأشرف واما الذي أشار إليه من قصور افهام العقلاء فيما يصفون الله به عن درجه البلوغ إلى معرفه حقائق الصفات فهو أيضا مما لا خصوصية له بشئ من الصفات كالحياة مثلا بل هو جار في سائر صفاته فان الصفات الحقيقية كلها وزانها وزان صفه الوجود والوجوب فكما ان من الوجود ما هو واجب بالذات مع كون مفهومه مشتركا بين الموجودات فكذلك من العلم ما هو واجب الوجود
(٤٢٠)