للكل ومنشأ للكل فهو أحق وأليق باسم الحياة من جميع الاحياء كيف وهو محيي الأشياء ومعطى الوجود وكمال الوجود كالعلم والقدرة لكل ذي وجود وعلم وقدره.
واعلم أن الصورة الادراكية التي تحدث فينا فتصير سببا للصورة الموجودة الصناعية لو كانت نفس وجودها كافيه لان تتكون منها الصورة الصناعية بان يكون الصورة الادراكية هي بالفعل مبدء لما هي صوره له لكان الادراك فينا بعينه هو القدرة فكنا قادرين من حيث انا عالمون وكان معلومنا ومقدورنا ذاتا واحده بلا تغاير واختلاف ولكن ليس كذلك بل كثيرا ما ندرك أشياء ونشتاقها ولا قدره لنا على تحصيلها والذي يمكننا تحصيله أيضا كالكتابة مثلا لا يكفي في تحصيلنا إياه في العين نفس ادراكنا له ولكن يفتقر مع ذلك إلى اراده متجددة منبعثة من قوة شوقية تتحرك وتنبعث منهما معا القوة المحركة المزاولة فتحرك هذه القوة الفاعلة المزاولة الأعصاب والآلات العضوية ثم تحرك تلك الآلات الطبيعية الآلات الخارجية ثم تحرك المادة الموضوعة لصناعتنا كالقرطاس أو اللوح في هذا المثال فلا جرم لم يكن نفس وجود الصور العلمية قدره ولا اراده بل كان القدرة فينا عند المبدء المحرك بل وليست الإرادة أيضا قدره ولا القدرة أيضا فعلا بل امكان فعل وقوه تحصيل وتلك الصورة محركه للشوق والإرادة وهما محركان للقدرة وهي محركه للآلة المحركة للقابل المتحرك فتكون محركه لمحرك المحرك للشئ المتحرك وكل من هذه المحركات أيضا لا يحرك غيره الا و يتحرك بعينه لكون الجميع مشوبا بالقصور والنقيصة والعدم ولو فرض واحد منها تاما قويا في بابه لاكتفى عن غيره في باب الفعل والايجاد فالتصور الادراكي مثلا لو كان شديد الوجود قوى الحصول لكان بعينه مرجحا وداعيا للفعل وموجبا لإفاضته في العين وكان بعينه اراده وقدره وقد سبق القول بان علمه بالنظام الأتم هو بعينه الإرادة التي له وتحقق أيضا ان القدرة التي له هي كون ذاته عاقلة للكل عقلا هو مبدء الكل لا مأخوذا عن الكل وعقلا هو وجود ذاته وعين آنيته لا امر زائد على وجوده وهويته وان هذا العقل الأول هو بعينه الإرادة الأزلية الخالية عن شوب غرض ولمية سوى نفس