تلك الإرادة التي يتبعها وجود الموجودات كما يتبع عشق شئ عشق لوازمه وآثاره فمن أحب شخصا مثلا أحب جميع لوازمه وآثاره وأفعاله على سبيل التبعية فالله يحب كل شئ مجعول منه تبعا لمحبة ذاته فهذه هي ارادته الخالية عن الشين ومن اعتقد غير ذلك في حق اراده الله فقد عدل عن منهج الصواب والحد في صفاته وأسمائه فهكذا يجب ان يحقق معنى الحي في حقه أعني الدراك الفعال فالادراك كما علمت والفعل كما علمت وكلاهما شئ واحد مبدءا اضافه واثرا وقد سبق ان الصفات الأولية للواجب كما انها كلها موجودة بوجود واحد يستحق هذه الأسماء من جهة صدق معانيها عليه فكذلك الإضافية كلها ترجع إلى اضافه واحده يستحق الأسماء الإضافية لصدق معانيها عليها فكما ان وجودا واحدا في حقه علم وقدره وحيوه فكذلك اضافه ذلك الوجود إلى المجعولات عالمية وخالقية ورازقية وصانعية وإرادة وجود وغير ذلك فإنك إذا تفطنت بما مر من الأصول وحققت الصفات الواجبية علمت أن الصفة الأولى لواجب الوجود هي انه ان وموجود (1) (2) بحت لا يشوبه مهية ولا نقص
(٤١٥)