مبدء لهما الا ان هذا لا يمكن في حقه لتعاليه عن اختلاف القوى والآلات النفسانية فالحياة كسائر صفاته من العلم والقدرة والإرادة كلها في درجه واحده من الوجود وللكل هويه واحده وتشخص واحد ومع ذلك فمفهوم الحياة غير مفهوم العلم وهما غير مفهوم القدرة وهي غير مفهوم الإرادة كما مر مرارا فالبرهان قائم على اثبات هذا المعنى الكمالي له على وجه أعلى وأشرف كما أنه قائم على اثبات العلم والقدرة والإرادة على وجه أعلى وأشرف.
تنبيه واما الذي ذكره نصير المحققين قدس سره في رسالة مسألة العلم بقوله المستند في اثبات الحياة هو ان العقلاء قصدوا وصفه بالطرف الأشرف من طرفي النقيض ولما وصفوه بالعلم والقدرة ووجدوا كل ما لا حيوه له ممتنع الاتصاف بهما وصفوه بها لا سيما وهي أشرف من الموت الذي هو ضدها انتهى فهو لا يخلو عن خلل وقصور فان المستند الذي ذكره في غاية الضعف إذ ليس كلما هو أشرف من طرفي النقيض (1) على مقابله مما يصح اثباته له فان الصلابة أشرف من الرخاوة والحركة أشرف من السكون والكروية أشرف الاشكال بل الشرط في اتصافه بالامر الكمالي الذي هو أشرف من نقيضه ان يكون ذلك الامر من العوارض الذاتية للموجود بما هو موجود والا فيستحيل اتصافه به فالحكيم الإلهي الباحث عن صفاته لا بد له في اثبات صفه الحياة له ان يحصل أولا معنى الحياة على وجه يصح ان يكون عارضا لمطلق الوجود كمالا له ولا يستدعى عروضها لشئ على ذلك الوجه ان يكون له استعداد خاص أو تخصص بنوع من أنواع الموجود المطلق ولا أيضا يكون