معلوم (1) وسبب لان علم كل شئ ومثال ذلك أنه علة لان عرف العقل الأول ثم إن العقل الأول هو علة لان عرف لازم العقل الأول فهو وإن كان سببا لان عرف العقل الأول ولوازمه فبوجه صار العقل الأول علة لان عرف الأول لوازم ذلك العقل الأول و الامر في الدعاء كذلك فإنه بالحقيقة هو السبب في دعاء الداعي وسبب الداعي ثم إن الداعي هو سبب لان عرف دعاؤه فإنه بواسطته يكون الدعاء معلوما له فيكون الداعي بوجه ما سببا لان عرف الأول دعاؤه وليس يؤثر الداعي بالحقيقة في الأول بل هو بالحقيقة المؤثر لا الداعي انتهى كلامه في التعليقات.
وستعلم من ذي قبل حيث يحين حينه حسبما ذهب إليه الحكماء ان نفوس الأفلاك وما فيها عالمه بلوازم حركاتها وأغراضها وأشواقها ودواعيها وان كل ما يوجد (2) في هذا العالم من الجواهر والاعراض والصور والمواد مقدر بهيئته وشكله ومقداره في عالم آخر متوسط بين العالمين عالم العقول المحضة والصور العقلية وعالم الأجسام الطبيعية والصور المادية وقد بين الشيخ في سائر كتبه كالشفا و الإشارات ان النفوس السماوية وما فوقها عالمه بالجزئيات وان التصورات والإرادات المتجددة في هذا العالم لها أسباب سماوية وأرضية تتوافى فتتأدى إليها وتوجبها و كذلك الأمور الطبيعية غير الراهنة الكائنة بعد ما لم تكن وكذلك القسريات و ان لازدحام هذه العلل (3) وتصادمها واستمرارها نظاما ينجر تحت حركه السماوية فإذا علمت السماويات الأوائل منها بما هي أوائل وبهيئة انجرارها إلى الثواني علمت الثواني لا محاله وان التصورات السماوية ما كان منها أولى وأخلق في نظام الوجود