هذا القسم احالات لا أمورا طبيعية أو الهامات تتصل بالمستدعي أو بغيره أو اختلاطا من ذلك يؤدى واحد منها أو جمله مجتمعه إلى الغاية النافعة ونسبه التضرع إلى استدعاء هذه القوة نسبه التفكر إلى استدعاء البيان وكل يفيض من فوق وليس هذا هو منبع التصورات السماوية بل الأول الحق يعلم جميع ذلك على الوجه الذي قلنا إنه يليق به ومن عنده يبتدى كون ما يكون ولكن بالتوسط وعلى ذلك علمه فبسبب هذه الأمور ما ينتفع بالدعوات والقرابين وخصوصا في امر الاستسقاء وفي أمور أخرى ولهذا ما يجب ان يخاف المكافأة على الشر ويتوقع المكافأة على الخير فان في ثبوت حقية ذلك مزجرة عن الشر وثبوت حقية ذلك يكون بظهور آياته وآياته هي وجود جزئياته وهذه الحال معقولة عند المبادئ فيجب ان يكون لها وجود فإن لم يوجد فهناك شر لا ندركه أو سبب آخر يعاوقه وذلك أولى بالوجود من هذا ووجود ذلك ووجود هذا معا من المحال.
ثم قال وإذا شئت ان تعلم أن الأمور التي عقلت نافعه مؤديه إلى المصالح قد أوجدت في الطبيعة على النحو من الايجاد الذي علمته وتحققته فتأمل حال منافع الأعضاء في الحيوانات والنباتات وان كل واحد كيف خلق وليس هناك سبب طبيعي بل مبدأه لا محاله من العناية على الوجه الذي علمت فكذلك فصدق بوجود هذه المعاني فإنها متعلقه بالعناية على الوجه الذي علمت العناية تعلق تلك.
ثم قال واعلم أن السبب في الدعاء منا والصدقة وغير ذلك وكذلك حدوث الظلم والاثم انما يكون من هناك فان مبادئ جميع هذه الأمور تنتهي إلى الطبيعة والإرادة والاتفاق والطبيعة مبدأها من هناك والإرادات التي لنا كائنة بعد ما لم تكن وكل كائن بعد ما لم يكن فله علة فكل اراده لنا فلها علة وعلة تلك الإرادة ليست اراده متسلسلة في ذلك إلى غير نهاية بل أمور تعرض من خارج أرضية و سماوية والأرضية تنتهي إلى السماوية واجتماع ذلك كله يوجب وجود الإرادة واما الاتفاق فهو حادث من مصادمات هذه فإذا حللت الأمور كلها استندت إلى مبادئ ايجابها منزل من عند الله والقضاء من الله سبحانه وتعالى هو الوضع الأول البسيط