فما حدث حادث في العالم ولا تكون كائن وكان قد انسد طريق الاهتداء للسالكين من المنزل الأدنى إلى الاعلى ولا الاستنارة بنور القرب من الحق الأول بعد الانظلام بظلمه البعد منه.
وبالجملة قد كان قد امتنعت واستحالت مراتب سلسله الرجوع إلى الله بافرادها وآحادها والأصول البرهانية مما يبطل هذا والعناية الإلهية تأباه فظهر ان التجدد في العلوم والأحوال لضرب من الملائكة وهم الكرام الكاتبون سائغ غير ممتنع ولا مستبعد فإذا اتصلت بها نفس النبي أو الولي ع وقرء فيها من الوحي مما أوحى الله به إليهم وكتب في قلوبهم فله ان يخبر بما رآه بعين قلبه وما سمع باذن قلبه من صرير أقلام أولئك الكرام فإذا أخبر به للناس كان قوله حقا وصدقا لا كقول المنجم والكاهن فيما يقولانه لا عن شهود كشفي يقيني بل بتجربة أو ظن ونحو ذلك ثم إذا اتصلت نفسه بها تارة أخرى رأى في تلك الألواح غير ما رآه أولا وغير ما ناسبته الصور السابقة (1) والأسباب الطبيعية الموجودة في الطبقات العلوية