الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٤٠٥
ربما تخيلنا شيئا فيتغير أبداننا بحسب ما يقتضيه أحوال نفوسنا وتخيلاتها.
وقال أيضا وقد يمكن ان يؤثر النفس في غير بدنها كما تؤثر في بدنها وقد تؤثر النفس في نفس غيرها كما يحكى عن الأوهام التي تكون لأهل الهند ان صحت الحكاية وقد يكون المبادئ الأول تستجيب لتلك النفس إذا دعت فيما تدعو فيها إذا كانت الغاية التي تدعو فيها نافعه بحسب نظام الكل.
وقال أيضا كل دعاء فإنه لا يمتنع ان يستجاب ووجه اللا امتناعية أنه يكون معلوما للأول وإن كان بواسطة الداعي وكلما يكون معلوما له فإنه كان إذا لم يكن هناك معلوم آخر يمانعه ومعنى ممانعة المعلوم الاخر الذي يمانعه هو مثلا ان يكون داع يدعو على انسان بالبوار وبواره يتم بفساد مزاجه ويكون معلوما له أيضا من جانب آخر ان ذلك المزاج يجب ان يكون صحيحا فلا يصح ان يكون الدعاء مستجابا.
وقوله من جانب آخر أي من أسباب ذلك المزاج وان علم من أسبابه انه لا يجب ان يكون صحيحا كان الدعاء مستجابا فلا يكون هناك ممانعة معلوم آخر ولذلك يجب ان لا يدعو أحد على أحد فإنه لا محاله قد علم في سابق علمه ان هذا الداعي يدعو فإذا دعا دل على أنه كان معلوما له (1) وكل ما كان معلوما له فلا يمتنع وجوده.
وقال أيضا الأول هو سبب في لزوم المعلومات له ووجوبها عنه لكن على ترتيب وهو ترتيب السبب والمسبب فإنه مسبب الأسباب وهو سبب معلوماته فيكون بعض الشئ مقدما علميته له على بعض فيكون بعض الشئ مقدما علمه له على بعض فيكون بوجه ما علة لان عرف الأول معلولها وبالحقيقة فان علة كل

(1) إذ للداعي عقد قلب على أن المدعو سيكون وكل ما يكون فهو معلول علمه تعالى و لا سيما ان الداعي الذي يستجاب دعوته ينبغي ان يكون جازما بوقوع المدعو ثم هيهنا مقدمه مطوية بعد قوله فلا يمتنع وجوده هي ان هذا رجم بالغيب لأنه ادعاء تطابق علم الداعي لعلم الحق تعالى وليس كذلك إذ لعله يمانعه معلوم آخر كما مر - س قده.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست