في مفهوم الموجود (1).
وحاصله ان النظر في مفهوم الموجود والموجودية يعطى انه لا يمكن تحققه الا بالواجب إذ لو انحصر الموجود في الممكن لم يتحقق موجود أصلا لأنه على هذا التقدير تحقق الممكن اما بنفسه بدون علة وهو محال بديهة أو بغيره وذلك الغير أيضا ممكن على هذا التقدير فاما ان يتسلسل الآحاد أو يدور أو يؤدى إلى الواجب والشقان الأولان باطلان وكذا الثالث لأنه خلاف المقدر وإن كان حقا لازما لان نقيضه وهو خلو الممكن عنه باطل فهذا ما وصفه الشيخ في الإشارات بأنه طريقه الصديقين وتبعه المتأخرون فيه.
قيل عليهم ألستم قد أخذتم في الدليل وجود الممكن لما يشاهد من عدمه بعد وجوده أو قبله.
فأجابوا بان هذا البرهان غير متوقف الا على وجود موجود ما (2) فإن كان واجبا فهو المرام وإن كان ممكنا فلا بد ان يستند إلى الواجب بالبيان المذكور ثم استشكلوا في كون البيان برهانا بان الاحتجاج منحصر في الآني واللمي والواجب تعالى ليس معلولا لشئ أصلا بل هو علة لجميع ما عداه فكل ما يستدل به على وجوده يكون دليلا آنيا وهو لا يعطى اليقين (3) فأجابوا عنه بان الاستدلال بحال مفهوم الموجود