الا ان يستعان ببطلان التسلسل فلم يكن هذا طريقا آخر.
ثم العجب انهم حين ورد عليهم الاشكال على هذا المسلك بأنه يجوز ان يكون الشئ علة لنفسه مستندا بان مجموع الموجودات من الواجب والممكن ممكن لاحتياجه إلى الآحاد ولا علة له سوى نفسه لان علته اما جزؤه وهو محال لاحتياجه إلى بقيه الاجزاء (1) واما خارج عنه ولا خارج عنه فتعين ان يكون نفسه التزموا في الجواب صحه كون العلة التامة للشئ عينه قالوا إن أردتم بالعلة العلة التامة بمعنى جميع الآحاد (2) التي يتوقف المجموع على كل منها فهي عينه ولا محذور فيه لان توقف ذلك المجموع على كل واحد من الآحاد لا يستلزم توقفه على المجموع حتى يلزم توقف الشئ على نفسه وان أردتم بها العلة الفاعلية فهي جزؤه أعني الواجب أو ما فوق المعلول الأخير المنتهى إلى الواجب فان آحاده مستنده إلى الواجب فلا تأثير في المجموع باعتبار بقيه الاجزاء التي هي الممكنات الا وهو مستند إليه اما ابتداءا أو بواسطة هذا ولم يتفطنوا بان هذا الالتزام يهدم الدليل المذكور ولا يدفع الاعتراض لان مبناه على تجويز كون الشئ علة تامه لنفسه وكون الجزء علة فاعليه.
والمجيب يقول نعم الامر كما قلت فان كون مجموع الشئ علة تامه لنفسه جائز وكون الجزء فاعلا للكل (3) جائز أيضا وهل هذا الا تسليم السؤال وهدم بناء الاستدلال.