مع وحده الوجود فالسبب في جميع ذلك وما أشبهه ان الوجود المختص بشئ غير الوجود الذي يظهر فيه أو يصدق عليه ذلك فتلك الأنواع السوادية التي يتضمنها السواد الشديد والحركة الاشتدادية لكل منها وجود خاص يتميز به عما عداه وكذلك الحال في اشتمال الحقيقة الانسانية على كثير من المهيات وليس هذا من باب كون الشئ موجودا بالقوة كما توهم فان تلك المعاني ثابته بالفعل على وجه أعلى وأتم من وجودها الخاص ومعنى كون الشئ بالقوة هو ان لا يكون موجودا بوجوده الخاص به ولا بوجود ما هو تمامه وكماله بالفعل بل المادة قابله له بواسطة هيئة قائمة بها مناسبة لوجوده مقربه لها إلى فاعله فكذلك حال المعلومات الإلهية في كونها ثابته بالفعل لا بالقوة بالوجود الإلهي الأحدي.
فنقول التحقيق ان هذه الأنواع الممكنة انما تباينت وتخالفت إذا صارت موجودة بالفعل بوجوداتها الخاصة بواحد واحد منها على وجه يصدق عليها أحكامها ويترتب عليها آثارها واما قبل ذلك فلها الوجود الجمعي وهذا الوجود الجمعي نحو آخر من الوجود ارفع وأشرف من كل وجود عقلي أو مثالي أو خارجي وليس هناك امر بالقوة ولو استعمل لفظ القوة (1) في هذا المقام لم يكن المراد به ما هو من باب الامكانات والاستعدادات قريبه كانت أو بعيده بل المراد من كونها بالقوة انها غير موجودة بوجوداتها الخاصة بل بوجود جمعي هو وجود مبدئها وتمامها ولا يلزم من ذلك ثبوت المعدومات وانفكاك الشيئية عن الوجود لان ذلك كما أشرنا إليه عبارة عن انفكاكها عن وجودها وعن وجود ما هو مبدئها وتمامها.
فان قلت فإذا ثبت كون الأشياء كلها معقولة له تعالى كما هي عليها بعقل واحد بسيط فما الحاجة في علمه إلى اثبات الصور العقلية الزائدة مقارنه كانت أو