الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٢٧٤
مبائنة (1) وأيضا إذا كان ذاته بحيث ينكشف له الحقائق المتخالفة في وجودها الخارجي فما الحجة على اثبات العقل من طريق أحدية المبدء الاعلى إذ مبناه على أنه واحد من كل وجه بلا اختلاف حيثية وأنتم أثبتم في ذاته معاني كثيره.
قلت اما اثبات الصور فهو لازم من تعقله (2) لذاته المستلزم لتعقل ما هو معلوله

(1) اعلم أنه إذا كانت الصور مبائنة وهي العقول تتصور فيها ثلاثة أسؤلة أحدها انه ما الحاجة إلى وجود العقول وهذا ليس مرادا هيهنا وجوابه ان وجودها جوده تعالى وجوده ذاتي وبما هو فعله هو تعالى مبدئها وغايتها وثانيها انه ما الحاجة في علمه بالأشياء إلى العقول حتى ترتسم فيها صور الأشياء وتكون هي دفاتر علمه كما سيجئ بيان مراتب علمه وهذا أيضا ليس مرادا هيهنا وجوابه ان هذا العلم علم العقول بمقتضى انها مجردات بالفعل علومها عين وجودها وان لم يكن عين ماهياتها بل كل مجرد عاقل بذاته وبما عدا ذاته مما هي معاليل ذاته فلا يمكن ان يقال علم أحد مغن عن علم الاخر وإن كان علم كل عالم علم الباري أيضا لان معاليله حاضره بذواتها وصورها العلمية لذاته لكنه علم فعلى له تعالى أي في مرتبه فعله وثالثها انه إذا كان ذاته علما بسيطا بكل الأشياء وفي عين بساطته تفصيليا كما قلتم بل قد مر ان من يقول علمه التفصيلي متأخر عن ذاته فهو قاصر النظر فما الحاجة في علمه الذاتي التفصيلي عندكم إلى الصور العلمية المقارنة أو الصور الإفلاطونية والعقول النورية حتى تكون أنفسها لا الصور التي فيها كما في السؤال الثاني علوما تفصيليه وهذا هو السؤال المقصود هيهنا وجوابه ما ذكره قده س قده (2) مصدر مضاف إلى المفعول ان قلت لا نسلم انه لازم منه فان تعقل ذاته الذي هو العلم بالعلة يستلزم تعقل معلوله مطلقا لا بالصور بخصوصها بل إذا كان تعقل المعلول منطويا في تعقل العلة ذاتها فقد حصل مقتضى القاعدة بوجه أولى فالسؤال بعد باق قلت قد أشار قده إلى دفع ما ذكرت بقوله على الوجه الذي هو معلولها وكذا بقوله وهذا غير تعقلها على وجه لا يكون هي بحسبه معلوله فحاصل كلامه قده ان العلم بالعلة كما اقتضى علمه بالنحو الاعلى من كل معلول وهو الوجود الإلهي منه كذلك اقتضى علمه بالنحو الأولى منه وهو الوجود الفعلي الذي المعلول به معلول وهذا العلم انما هو بالصور.
ان قلت إذا كانت الصور مقارنه فكون هذا العلم بالصور ظاهر وأما إذا كانت مبائنة أي عقولا نورية فكيف يكون بالصور لان أنفسها علوم كما عند الأفلاطونيين قلت هذه وان كانت أنفسها علوما بأنفسها لكنها صور علمية قائمه بذواتها للخارجيات المادية وأيضا بما هي مضافة إلى الحق تعالى وأنواره وعلومه وموجودة بوجوده وأزلية بأزليته صور هي بعينها بما هي هي ومن حيث إنها معلولاته ذوات الصور ومعلومات كما مر س قده
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست