ولا فرش ولو كان لوجوده نهاية كان بإزائها جهة وبإزاء الوجود جهة أخرى فلم يكن واحدا حقيقيا وكان ذا مهية مخصوصة فكل واحد حقيقي يجب ان يكون غير متناهي الشدة ويجب ان يكون كل الأشياء الا إلى الله تصير الأمور.
ايضاح تفريعي فعلمه تعالى بالأشياء في مرتبه ذاته ليس بصور زائدة مغايرة لذاته بل هي معان كثيره غير محدودة انسحب عليها حكم الوجود الواجبي من غير أن يصير وجودا لكل من تلك المعاني ولا لشئ منها (1) كما أشرنا إليه في الأصول بل كان مظهرا لكل منها وفرق بين كون الوجود مظهرا ومجلى لمهية من المهيات وبين كونه وجودا لها إذ وجود كل مهية هو ما يخص بها ويميزها عن غيرها كما مر في مثال الانسان أعني الصورة الانسانية النفسية واشتمالها مع وحدتها في الوجود لكثير من مهيات الأنواع من غير أن يصير تلك المهيات متصفة بهذا الوجود على النحو الذي توجد في الخارج بل بان يكون هذا الوجود مظهرا لها و مجلي لأحكامها.
مثال آخر ان مراتب الشدة والضعف في الكيف كمراتب السوادات والحرارات أنواع متخالفة كما هو المقرر عند الحكماء فاذن يتحقق في الاشتداد الكيفي وهو حركه متصلة واحده لها حدود غير متناهية بحسب ادراك الوهم أنواع غير متناهية لذلك الكيف كالسواد وله في كل حد نوع آخر من جنسه والأنواع المتباينة متباينة في الوجود بالضرورة مع أنه ليس هيهنا الا وجود واحد لاتصال حركه ونقول أيضا ينتهى حركه الاشتدادية فيه إلى مرتبه كامله تشتمل على المراتب الضعيفة منه كما أن كل مرتبه كامله من المقدار كالخط الطويل يشتمل على جميع المقادير الخطية التي هي أقصر منه مع وحده وجوده بل السواد الشديد مثلا سواء حصل بالاشتداد أم حدث ابتداء يشتمل على مهية السوادات الضعيفة التي هي دونها