متعلقاتهما كلها أعيان ثابته في الأزل بلا جعل وهي وان لم تكن في الأزل موجودة بوجوداتها الخاصة الا انها كلها متحدة بالوجود الواجبي وبهذا القدر خرجت عن كونها معدومة في الأزل ولم يلزم شيئية المعدوم كما زعمته المعتزلة كما مرت الإشارة إليه.
فإذا تقرر ذلك فنقول لما كان علمه بذاته هو نفس وجوده وكانت تلك الأعيان (1) موجودة بوجود ذاته فكانت هي أيضا معقولة بعقل واحد هو عقل الذات فهي مع كثرتها معقولة بعقل واحد كما انها مع كثرتها موجودة بوجود واحد إذ العقل و الوجود هناك واحد فاذن قد ثبت علمه تعالى بالأشياء كلها في مرتبه ذاته قبل وجودها فعلمه بالأشياء الممكنة علم فعلى سبب لوجودها في الخارج لما علمت أن علمه بذاته هو وجود ذاته وذلك الوجود بعينه علم بالأشياء وهو بعينه سبب لوجوداتها في الخارج التي هي صور عقلية تتبعها صور طبيعية تتبعها المواد الخارجية وهي أخيرة المراتب الوجودية فالحق بوجود واحد يعقلها أولا قبل ايجادها (2) ويعقلها