زائد لكان ذاته أنور من ذاته ولو كان مدركا للأشياء بصور مرتسمة في ذاته لكان قابلا وفاعلا فيلزم ما يلزم القول به من الشناعات.
قال ومما يدل على أن هذا القدر كاف في العلم ان الابصار انما هو بمجرد اضافه ظهور الشئ الخارجي للبصر 1) عند عدم الحجاب فان من لم يكن الرؤية عنده بانطباع أشباح المقادير في الجليدية ولا بخروج الشعاع عنها يلزمه ان يعترف بان الابصار بمجرد مقابله المستنير للعضو الباصر فيقع به اضافه اشراقية للنفس إليه لا غير فاذن اضافته تعالى لكل ظاهر ابصار وادراك وتعدد الإضافات لا يوجب تكثرا في ذاته ولا تجددها يوجب تغيرا في ذاته كما بين في موضعه فلا يعزب عنه مثقال ذره في السماوات ولا في الأرض فهذه طريقه هذا الشيخ الجليل في هذه المسألة وتبعه العلامة الطوسي ره وغيره وحكم بصحتها كل من اتى بعده فان العلامة الطوسي شارح كتاب الإشارات لما رأى في اثبات الصور لذاته تعالى ورود كثر من الاشكالات ولم يقدر على حلها والتفصي عنها حاول طريقه أخرى لتصحيح مسألة العلم فقال العاقل كما لا يفتقر في ادراك ذاته إلى صوره غير ذاته التي هو بها هو كذلك لا يفتقر في ادراكه لما يصدر عن ذاته لذاته إلى صوره غير صوره ذلك الصادر التي بها هو هو واعتبر من نفسك انك تعقل شيئا بصوره تتصورها أو تستحضرها (2) فهي صادره عنك لا بانفرادك مطلقا بل بمشاركة ما من غيرك و مع ذلك فأنت تعقلها بذاتها لا بصوره أخرى لامتناع تضاعف الصور إلى غير النهاية فإذا كان حالك مع ما يصدر عنك بمشاركة غيرك هذه الحال فما ظنك بحال العاقل مع ما يصدر عنه لذاته من غير مداخله غيره فيه وليس من شرط كل ما يعقل