بالصور في ادراك الباري أو المفارق للخارجيات والجزئيات فان هذا التقسيم للعلم انما هو باعتبار ما يكون معلوما بالذات لا بالعرض فان هذا القيد معتبر في التقسيمات كلها وان لم يذكر (1) فاذن ادراك هذه الأمور المادية عن كل مدرك انما هو بتبعية صورها الادراكية مطلقا على ما ذهبنا إليه (2) وادراك المفارق إياها بتبعية الصور المعقولة فان لكل صورة مادية كائنة فاسدة صورة ادراكية ذات حيوه وتعقل ولتلك الصورة أيضا صوره عقلية وهي وجهها الثابت عند الله وهي المعقولة بالذات وما دونها أيضا معقولة له لكن بتبعية تلك الصورة فاحتفظ بهذا التحقيق فإنه نافع جدا (3).
والرابع ان الإضافة متأخرة الوجود عن وجود الطرفين (4) فيلزم الحاجة له في أشرف صفاته إلى مخلوقاته.
الخامس انا قد بينا في كثير من مواضع هذا الكتاب بالبرهان ان شيئا من الأجسام الطبيعية وصورها المادية وهيئاتها لا يمكن ان يكون مدركا بالذات (5)