وليس لها أيضا حضور جمعي عند شئ الا بأمثلتها الحسية أو العقلية ولأجل ذلك كان ادراكها عند الحكماء بصوره منتزعة منها لا بنفسها فكيف ذهب هذا الشيخ العظيم والعلامة الطوسي ره (1) ومن وافقهما إلى الاكتفاء بغير الصور الادراكية في ادراك هذه الأكوان المادية.
والسادس ان قوله ومن لم يكن الابصار عنده بانطباع أشباح المقادير في الجليدية ولا بخروج الشعاع عنها يلزمه الاعتراف بان الابصار بمجرد مقابله المستنير للعضو الباصر منظور فيه إذ ذلك الاعتراف غير لازم بل اللازم انما هو غير وهو ما ذهبنا إليه وقررناه بان النفس أصبحت عند تلك المقابلة مخترعة للصور المبصرة في غير هذا العالم نسبتها إلى النفس بالقيام الاتصالي كنسبة الصور العقلية القائمة بذاته تعالى لا بالحلول تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
السابع انه ذهب إلى أن التخيل ليس بحصول الصور الخيالية في شئ من اجزاء الدماغ بل بمطالعة النفس لما في عالم المثال والتي هناك من الصور ليس شئ منها عنده من معلولات النفس حتى يكون لها القهر والسلطنة عليها (2) فبطل ما قرره من القاعدة المذكورة من أن ادراك الشئ لذاته بكونه نورا وادراكه لغيره بكونه قاهرا عليه ومراده من القهر ليس الا العلية بنحو فلا قهر لما ليس بعله ولا قهر على ما ليس بمعلول فانفسخت قاعدته في ادراك النفس للخياليات.
والثامن انه يلزم عليه ان لا يعلم الباري جل ذكره شيئا مما سواه في مرتبه