غير ذي مهية ولا ذي مقوم أو محدد هي عين الواجب المقتضية للكمال الأتم الذي لا نهاية له شده إذ كل مرتبه أخرى منها دون تلك المرتبة في الشدة ليست صرف حقيقة الوجود بل هي مع قصوره وقصور كل شئ هو غير ذلك الشئ بالضرورة وقصور الوجود ليس هو الوجود بل عدمه وهذا العدم انما يلزم الوجود لا لأصل الوجود بل لوقوعه في المرتبة التالية وما بعدها فالقصورات والاعدام انما طرأت للثواني من حيث كونها ثواني فالأول على كماله الأتم الذي لا حد له ولا يتصور ما هو أتم منه والقصور والافتقار ينشئان من الإفاضة والجعل ويتممان به أيضا لان هويات الثواني متعلقه بالأول فينجبر قصورها بتمامه وافتقارها بغناه.
فقد ثبت وجود الواجب بهذا البرهان ويثبت به أيضا توحيده لان الوجود حقيقة واحده لا يعتريها نقص بحسب سنخه وذاته ولا تعدد يتصور في لا تناهيه (1) (2) ويثبت أيضا علمه بذاته وبما سواه وحياته إذ العلم ليس الا الوجود (3) ويثبت