قول فاسد غير صحيح لان تلك المهية لعمومها واشتراكها من شانها ان توجد في كل فرد فرد وحصة حصة ومع ذلك يكون لها حد جامع صادق على كل فرد ذاتي أو عرضي لها فتلك الطبيعة المتحققة في كل فرد فرد وحصة حصة ان كانت مقتضيه للكمال والشدة كانت جميعها كامله شديده وان كانت مقتضيه للنقص كانت جميعها ناقصة ضعيفه وان لم تكن مقتضيه لشئ لكان كل منها مفتقرا إلى مخصص زائد على مهية تلك الطبيعة المشتركة.
فعلم وتحقق ان شيئا من المهيات غير قابل للأكمل والأنقص والأشد والأضعف الا بأمور زائدة عليها ومثل هذا الاشكال غير وارد على حقيقة الوجود إذا كانت متفاوتة الدرجات إذ ليس للوجود طبيعة كليه ذهنية يكون لها أنحاء من الحصولات كمهية الانسان أو الفرس أو غيرهما حيث إن لها حدا واحدا ومعنى معينا مشتركا بين الكثيرين متشخصا بتشخصات موجودا بوجودات زائدة تلك التشخصات والهويات على ذلك المعنى بحيث إذا جرده العقل عن واحد واحد منها حصل فيه من كل منها امر واحد وإذا فرض تلبسه بأي تشخص كان صار عين ذلك التشخص لان حقيقة الوجود ليست الا نفس التشخصات والهويات كما علمت فإذا كان مشككا متفاوتة المراتب شده وضعفا أو تقدما وتأخرا لا يمكن تحليله إلى طبيعة مشتركة وتخصيص زائد (2)