الأول فيدخل في جمله ما الأول يعقل ذاته مبدء له فيكون صدورها عنه ليس على ما قلناه من أنه إذا عقل خيرا وجد لأنها نفس عقله للخير أو يتسلسل الامر لأنه يحتاج إلى أن يعقل انها عقلت وكذلك إلى ما لا نهاية له وذلك محال فهي نفس عقله للخير فإذا قلنا لما عقلها وجدت ولم يكن معها عقل آخر ولم يكن وجودها الا انها تعقلات فإنما يكون كانا قلنا لأنه عقلها عقلها أو لأنها وجدت عنه وجدت عنه فان جعلت هذه المعقولات اجزاء ذاته عرض تكثر وان جعلتها لواحق ذاته عرض لذاته ان لا يكون من جهتها واجب الوجود لملاصقته ممكن الوجود وان جعلتها أمورا مفارقه لكل ذات عرضت الصور الإفلاطونية وان جعلتها موجودة في عقل ما عرض أيضا ما ذكرناه قبل هذا من المحال (1) فينبغي لك ان تجتهد جهدك في التخلص عن هذه الشبهة وتتحفظ ان لا تتكثر ذاته ولا تبالي بان يكون ذاته مأخوذة مع اضافه ما (2) ممكنة الوجود فإنها من حيث هي علة لوجود زيد ليست بواجبه الوجود
(١٩٧)