أقول هذه الكلمات وأشباهها داله بحسب المفهوم الظاهر على ثبوت المهيات عندهم منفكة عن الوجود في الأعيان فلا فرق بين مذهبهم ومذهب المعتزلة فرقا يعتد به كما مر فان البرهان ناهض على استحالة تقدم المهية على الوجود تقدما ولو بحسب الذات فضلا عن التقدم بحسب العين سواء سمى تقدمها مجردا عن الوجود ثبوتا علميا أو ثبوتا خارجيا لكن يجب ان يعلم (1) ان الأشياء الكثيرة قد تكون موجودة بوجود واحد على وجه بسيط وقد توجد بوجودات متعددة متكثرة حسب تكثرها بحسب المفهوم المحصل النوعي وإذا قيل كذا موجود في الخارج أو في الذهن أريد به الوجود التفصيلي لأنه الوجود الذي يخصه تلك المهية ولا يتحد معها فيه غيرها فإذا قيل وجود الفرس أريد به الوجود الذي يكون الفرس به بالفعل فرسا متميزا عن الانسان والفيل والبقر وغيرها فاما الوجود البسيط الاجمالي الذي فرض انه يصدق عليه مفهومات هذه الأنواع كلها متحدة بعضها مع بعض في ذلك الوجود مع تغايرها في المفهوم فذلك الوجود غير منسوب إلى شئ من تلك المعاني والحقائق بأنه وجود له إذا العرف جار (2) بأنه إذا قيل وجود كذا يفهم منه وجوده المفصل
(١٨٦)