المعلوم وتميزه والمعدوم الصرف لا انكشاف له ولا تميز.
أقول اما أصل الاستدلال فسنرجع إليه واما النقض بالقدرة فيمكن دفعه بان القدرة وان سلم جريان الدليل فيها وان حكمها حكم العلم في اقتضاء الطرفين لكن لا نسلم تخلف الحكم في القدرة الأزلية إذ كما في العلم لا يلزم وجود المعلوم بعينه الخارجي بل يكفي وجوده بصورته كذلك لا يلزم وجود المقدور بعينه الخارجي بل يكفي وجوده بصورته وذلك الوجود الصوري كما أنه معلوم له كذلك مقدور صادر عنه كما صرح به الشيخ وغيره من القائلين بارتسام صور الأشياء في ذاته بان تلك الصور كما انها حاصله فيه تعالى كذلك صادره عنه واما الجواب الذي ذكره ذلك المجيب ففي غاية الركاكة من وجوه (1) أولها حكمه بان النسب والإضافات لا وجود لها الا بمجرد الفرض والتقدير وليس كذلك كما علمت في مباحث مقولة الإضافة من أن لها حظا من الوجود الخارجي وان لم يفرضه فارض وثانيها انها وان لم يكن من الموجودات العينية لكنها من الانتزاعيات التي تستدعى (2) وجود الطرفين وثالثها حكمه بالفرق بين العلم الأزلي والقدرة الأزلية بكون أحدهما يستدعى التعلق دون الاخر تحكم بحت لما سبق من أن صفاته الحقيقية كلها حقيقة واحده ولها وجود واحد ولا يجوز قياس قدرته