إذا عقل الأول هذه الصور ارتسمت في أيها كانت فيكون ذلك العقل أو النفس كالموضوعة لتلك الصور المعقولة وتكون معقولة له على أنها فيه ومعقولة للأول على أنها عنه ويعقل الأول تعالى من ذاته انه مبدء لها فيكون من جمله تلك المعقولات ما المعقول منه ان المبدء الأول مبدء له بلا واسطه بل يفيض عنه وجوده أولا وما المعقول منه انه مبدء له بتوسط فهو يفيض عنه ثانيا وكذلك يكون الحال في وجود تلك المعقولات وإن كان ارتسامها في شئ واحد لكن بعضها قبل وبعضها بعد على الترتيب السببي والمسببي وإذا كانت تلك الأشياء المرتسمة (1) (2) في ذلك الشئ من معلولات
(١٩٦)