اما ان يعلمها وهي في حال عدمها أو يلزم ان يعلمها عند حال وجودها حتى يكون يعلمها من وجودها فان قوله ذلك محال لان علمه بها هو نفس وجودها ونفس كون هذه الموجودات معقولة له هي نفس كونها موجودة وهو يعلم الأشياء لا بان تحصل فيه فيعلمها كما نحن نعلم الأشياء من حصولها بل حصولها له هو علمه بها وعلمه بسيط.
ثم قال وفي الجملة اثبات الصور في واجب الوجود قول فاسد ومعتقد ردى ويوجب ان يكون الذي يفيده الصور ليست ذاته بل شئ أشرف من ذاته وهو ممتنع وان التزموا بان ذاتا واحده بجهة واحده يجوز ان يقبل ويفعل فينهدم بذلك قواعد كثيره مهمه لهم ويكون التزاما لمحالات كثيره انتهى ما ذكره.
أقول قد علمت أن واجب الوجود مبدء كل الأشياء ومبدء وجوب وجودها وإذا صدر عنه شئ بواسطة سبب متوسط فذلك السبب المتوسط أيضا ناش منه فالجهات الفعلية كلها منبعثة عنه فكل شرف رشح وفيض من شرفه فلا يفيده شئ شيئا أصلا كيف ووجود الأشياء عنه أو له ليس يزيده كمالا لم يكن حاصلا له في ذاته بذاته وعلمت أيضا ان اتحاد جهتي الصدور والعروض ليس بممتنع كما في لوازم المهيات واطلاق القبول هيهنا ليس بمعنى الانفعال والتأثر ولا يلزم من ذلك هدم قاعدة أصلا نعم لو التزم أحد تجويز ان يكون ذات واحده فاعله وقابله من جهة واحده يلزم منه انهدام كثير من القواعد مثل اثبات تعدد القوى النفسانية والطبيعية كتعدد قوتي الحس المشترك والخيال وكذا الوهم والحافظة فان شان الحاس القبول والانفعال وشأن الحافظ الفعل وكتعدد قوتي الرطوبة واليبوسة وقوتي التحرك والتحريك وكذا الاحساس والتحريك ومثل قاعدة تركب الجسم بما هو جسم من الهيولى والصورة من جهة اشتماله على امر هو بالفعل وهو كونه جوهرا ذا بعد وعلى امر هو به بالقوة وهو قابليته لأشياء اخر.
واما اثبات عينيه الصفات الإلهية لذاته فطريقه غير منحصر في أنها لو كانت زائدة لزم كون شئ واحد قابلا وفاعلا لما علمت حاله في بحث الصفات بل لما