أقول ما ذكروه حق وصدق من عدم تكثر الحيثية واختلافها الا في اجتماع الفعل والقبول بمعنى الانفعال التجددي الاستعدادي (1) دون اجتماع الايجاب و مطلق القبول فان المعلول الصادر بايجاب العلة واقتضائها إذا كان وجوده في نفسه بعينه وجوده العرضي كما هو شان الاعراض فحيثية صدور مثل هذا المعلول هي بعينها حيثية عروضه لموجبه التام ومقتضيه لأنه لم يوجب الا معلولا وجوده هذا الوجود فلو لم يقم به لم يكن مقتضيا ذلك الوجود الارتباطي فاذن لو كان خلل في كون أوائل الصوادر عنه اعراضا لكان من سبيل آخر لا من محالية اجتماع الفعل والقبول ثم العجب منه كيف استقام عنده حال لوازم المهيات البسيطة مع أنه قد حقق القول فيها بأنها غير مستنده الا إلى تلك المهيات التي هي جاعلها فهل هي الا فاعله لها وقابله بجهة واحده.
ثم قوله كيف يصدق عاقل إلى آخره تعريض ببهمنيار حيث قال في التحصيل ذاته تعالى وان كانت محلا لاعراض كثيره ولكن لا ينفعل عنها ولا يتصف بها ومراده انه لا يتأثر فان أكثر ما يطلق لفظ الاتصاف انما هو في الاعراض التي يتأثر منها الموضوع ويصير بحال لم يكن هو في ذاته عليها كالجسم في اتصافه باللون والطعم وسائر الاعراض وكالنفس في اتصافها بالعلم والقدرة وغيرهما وليس كذلك حال العقل الفعال مثلا في حصول الافعال والأحوال والآثار الصادرة عنه من جهة الفاعلية والايجاب وكذا الإضافات العارضة له إلى المعلولات المتأخرة عنه فان