في ذاته من لوازم ذاته التي هي علمه بذاته والأشياء الخارجية من لوازم علمه بتلك الأشياء فتكون هي من لوازم لوازمه تعالى بل هي عين لوازمه بوجه فان العلم الصوري والمعلوم الخارجي متحدان في المهية والحقيقة مختلفان في نحوي الوجود الذهني والعيني فلا تناقض في قولهم (1) علمه بذاته علة لعلمه بلوازم ذاته أعني اللوازم الخارجية وقولهم حصول اللوازم تابع للعلم بها.
ثم إنه لما استشعر بهذا الدفع قال واما ان يقال إن حصول الصور في ذاته متقدمة على لزوم ما يلزم بالعلية بحيث لولا تلك الصور المقارنة ما يوجد اللازم المباين فحينئذ ليست ذات الواجب على تجردها مفيدة للوازم المباينة بل هي مع صوره.
أقول هم يلتزمون ذلك ولا ينسد (2) بذلك باب اثبات العقل من حيث إن مبناه على أنه تعالى واحد من جميع الجهات فالصادر الأول لا بد ان يكون واحدا وليس كذلك الا العقل إذ نقول أولا ان البرهان على اثبات العقل ليس منحصرا في هذا