هو به موجود بالفعل وشئ هو به بالقوة وكلما هو كذلك لم يكن واجب الوجود بالذات لأنه بسيط الحقيقة من كل جهة.
وأيضا كل ما يعرض له شئ لا من ذاته بل من غيره ويكون فيه معنى ما بالقوة فهو لا محاله جسم أو جسماني والواجب ليس كذلك فبطل من هذه الأصول كون عاقليته مستفادة من غيره أو حاصله بعد ما لم يكن ومن وجه آخر لا يجوز ان يكون عاقلا لهذه المتغيرات مع تغيرها من حيث تغيرها عقلا زمانيا مشخصا فيكون لكل واحده منها صوره أخرى على حده ولا شك انها متضادة متفاسدة غير باقيه بعضها مع بعض فيكون ذات الباري محلا للمتغيرات والمتضادات فيكون اله العالم مادة جسمانية تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وأيضا من وجه آخر هذه الفاسدات إذا أدركت بصورها الكونية أو بما يطابقها من جهة شخصيتها وجزئيتها وتغيرها وتكثرها لم يكن ادراكها على هذا الوجه تعقلا بل احساسا أو تخيلا فتكون القوة المدركة لها قوة حساسة أو قوة خيالية إذ قد ثبت في موضعه ان المدرك في درجه الوجود كالمدرك فالصور المحسوسة والمتخيلة لكونها شخصية متجزية لا بد ان تدرك باله جسمانية متجزية فلا بد ان يدرك الواجب تعالى هذه الأشياء على نحو آخر غير الاحساس والتخيل ونحوهما كالعقل المتغير وكما أن اثبات كثير من الأفاعيل له تعالى بلا وسط نقص كذلك اثبات كثير من التعقلات بل الواجب الوجود يعقل كل شئ على نحو كلي (1) ومع ذلك فلا يعزب عنه شئ شخصي