أقول اما قوله ثم إن الصورة الأولى إلى قوله يستدعى جهتين في ذاته اعاده لما سبق منه (1) انه يلزم من حصول صوره في ذاته تعالى اختلاف جهتي الفعل والقبول واما قوله ولا يصح إلى آخره فهو جواب اخترعه من نفسه نيابة عنهم ليعترض عليهم أو وجده في كلام بعض اتباعهم ومقلديهم ومبناه على ما توهم كثير من لزوم الامكان في كل ما يتأخر عنه شئ لاحق به سواء كان المتأخر لازما أم لا وسواء كان المتقدم مقتضيا موجبا له أو لا وليس ذلك كما توهموه (2) حيث لم يعلموا ان المقتضى للشئ والمفيض عليه ليس فاقدا له خاليا عنه بالحقيقة حتى طرء عليه وجدان شئ بعد فقدانه عنه بعدية ذاتية أو زمانية ليلزم عليه الامكان الذاتي أو القوة الاستعدادية بل الشئ من حيث موجده أتم وأكمل منه من حيث نفسه كما حققناه سابقا وهذا أصل شريف لم يظفر به الا قليل من الأصفياء.
ثم قال وأيضا الصورة الأولى إذا كانت مع ذات الأول علة لحصول اللازم المبائن الذي هي صورته وعلة أيضا لحصول صوره أخرى في ذاته المتعال فيلزم ان يكون الأول باعتباره صوره واحده وجهه واحده يفعل فعلين مختلفين.