العالم والمعلوم.
ومنها ان العلم كالوجود يطلق تارة على الامر الحقيقي وتارة على المعنى الانتزاعي النسبي المصدري أعني العالمية وهو الذي يشتق منه العالم والمعلوم و سائر تصاريفه إذ العلم ضرب من الوجود (1) ولو سئلت عن الحق فالعلم والوجود شئ واحد لكن الوجود إذا ضعف بحيث يتشابك مع العدم ويصحبه النقائص والقصورات كالأجسام الوضعية وعوارضها المادية احتجب ذلك الوجود عن المدارك والمشاعر وكما احتجبت هذه الأجسام وعوارضها بعضها عن بعض وغاب كل جزء منها عن صاحبه إذ ليس لها وجود جمعي ولا صوره حضورية في نفسها فكذلك احتجبت و غابت عن غيرها من القوى الادراكية إذ حضور شئ عند شئ متفرع على حضوره في نفسه فليس لهذه الأجسام وأحوالها وجود علمي ولهذا لا يطلق عليها اسم العلم و المعلوم ولا لموضوعاتها اسم العالم مع أنه يطلق عليها اسم الوجود لان اسم الوجود أعم تناولا للأشياء من اسم العلم (2) وغيره من صفات الكمال كالقدرة والإرادة والعشق ونظائرها وان كانت كلها من أحوال الوجود والموجود بما هو موجود وذلك لان في مفهوم كل منها زيادة اضافه على مفهوم الوجود مثلا العلم عبارة عن وجود شئ لشئ آخر مستقل الوجود لا كوجود الصور والاعراض للهيولي كيف ولو كان الشئ علما ومعلوما لأنه موجود في ذاته لكان كل موجود في ذاته معلوما لكل أحد وفساد