كما مر تحقيقه فثبت ان معرفه ذاته التي هي عين التصديق بوجوده شاهده على فردانيته ووحدانيته كما قال تعالى شهد الله انه لا إله إلا هو فذاته شاهده على وحدانيته واما وجه عطف قوله والملائكة وأولوا العلم على كلمه الله الدال على شهادتهم أيضا على وحدانيته فبيانه كما مرت الإشارة إليه من أن وجود كل موجود سواه متقوم بوجوده تعالى بحيث لا يمكن معرفه شئ من هذه الوجودات بكماله الا بحضور هويته وشهوده وهو مستلزم لحضور ما يتقوم به (1) أعني الوجود الحق بقدر ما يمكن حضور المفيض للمفاض عليه وقد علمت أن حقيقة الحق شاهده على توحيده فكذلك وجود غيره وانما عبر عنه بالملائكة وأولى العلم (2) لان جميع ما سواه من الموجودات من أولى العلم لما وقعت إليه الإشارة من أن الوجود على تفاوت درجاته عين العلم والقدرة والإرادة وسائر الصفات الوجودية لكن الوجود في بعض الأشياء في غاية الضعف فلا يظهر منه هذه الصفات لغاية قصورها ومخالطتها
(١٣٩)