الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١٣٩
كما مر تحقيقه فثبت ان معرفه ذاته التي هي عين التصديق بوجوده شاهده على فردانيته ووحدانيته كما قال تعالى شهد الله انه لا إله إلا هو فذاته شاهده على وحدانيته واما وجه عطف قوله والملائكة وأولوا العلم على كلمه الله الدال على شهادتهم أيضا على وحدانيته فبيانه كما مرت الإشارة إليه من أن وجود كل موجود سواه متقوم بوجوده تعالى بحيث لا يمكن معرفه شئ من هذه الوجودات بكماله الا بحضور هويته وشهوده وهو مستلزم لحضور ما يتقوم به (1) أعني الوجود الحق بقدر ما يمكن حضور المفيض للمفاض عليه وقد علمت أن حقيقة الحق شاهده على توحيده فكذلك وجود غيره وانما عبر عنه بالملائكة وأولى العلم (2) لان جميع ما سواه من الموجودات من أولى العلم لما وقعت إليه الإشارة من أن الوجود على تفاوت درجاته عين العلم والقدرة والإرادة وسائر الصفات الوجودية لكن الوجود في بعض الأشياء في غاية الضعف فلا يظهر منه هذه الصفات لغاية قصورها ومخالطتها

(1) تقوما وجوديا بمعنى عدم الخروج وهو المعية القيومية واستلزام هذا الحضور ذلك الحضور في شيئية الوجود كاستلزام حضور الماهية حضور مقوماتها من الأجناس والفصول في شيئية المفهوم س قده (2) أي بمجموعهما إذ نهايته ان الملائكة تعبير عن وجودات المبادئ المفارقة والمقارنة أي الصافات صفا والمدبرات أمرا لكن لا يكون تعبيرا عن وجود المدبر فيه بل أولوا العلم يشمل الجميع.
وجه آخر هو أظهر هو ان يراد بالملائكة المقربون منهم وهم العقول الكلية التي هي المبادئ العالية وفواتح الوجود وبأولوا العلم العلماء بالله شهودا وهم أيضا العقول الكلية ولكن خواتم الكون من النفوس الكلية الإلهية وشهادتهم كونهم من صقع الربوبية وصيرورتهم مصاديق من رآني فقد رأى الحق وتخلقهم بأخلاق الله تعالى وتحققهم به - س قده.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست