كالشتم والضرب والذم واظهار الوحشة والكراهة عنه وتمنى زواله وتشهى نكاله فهذه الآثار مظاهر لصفة العداوة التي فيك وقس على ذلك نظائره فهذه الأسماء والصفات وان كانت متحدة مع ذاته تعالى بحسب الوجود والهوية فهي متغائرة بحسب المعنى والمفهوم.
ومن هيهنا يثبت ويتحقق بطلان ما ذهب إليه أكثر المتأخرين من اعتبارية الوجود وكونه أمرا انتزاعيا لا هويه له في الخارج ولا حقيقة له كسائر المفهومات المصدرية كالامكان والشيئية والكلية والجزئية ولا يكون متكثرا الا بتكثر ما نسب إليها من المعاني والمهيات فيلزم عليهم كون صفاته موجودات متعددة متكثرة (1) حسب تكثر معانيها وهذا فاسد قبيح جدا ولأجل هذا الالزام ذهبوا إلى أن مفادها ومعناها امر واحد وكلها يرجع إلى مفهوم واحد وكادوا ان يقولوا بان ألفاظها مترادفة في حقه تعالى فقد علمت فساده آنفا بل التحقيق كما مر مرارا ان الوجود هو الأصل في الموجودية وهو مما يتفاوت كمالا ونقصا وشده وضعفا وكلما كان الوجود أكمل وأقوى كان مصداقا لمعان ونعوت كمالية أكثر ومبدء لاثار وأفاعيل أكثر بل كلما كان أكمل وأشرف كان مع أكثرية صفاته ونعوته أشد بساطه وفردانية وكلما كان انقص واضعف كان أقل نعوتا وأوصافا وكان أقرب إلى قبول التكثر والتضاد حتى أنه يصير تغاير المعاني المتكثرة التي يكون في الوجود القوى الشديد موجبا لتضاد تلك المعاني في حق هذا الوجود الضعيف فتغاير الأسماء المتقابلة له كالهادي والمضل والمحيي والمميت والقابض والباسط والأول والاخر والغفار والقهار سبب لتضاد الموجودات وتعاند المكونات (2) التي