هذه الابعاض والأعضاء المختلفة وصفاتها اللازمة إذا فرض سلبها عنها لم يكن ماهياتها هي هي فان الحيوان كالأسد مثلا إذا انسلخ عن المقدار والشكل والرأس والعين و اليد والرجل والبطن لم يكن أسدا ولا حيوانا.
وأيضا (1) كما يمكن للعقل ان يتصور الانسان فكذا يمكن له تصور مقداره وشكله ووضعه ولونه وآينه وغير ذلك فرادى وجمعي فالقول بان مدار العاقلية على تجريد مهية المعلوم عن المقدار والشكل وغيرهما قول زور مختلق كيف وهذه الأمور بعضها مقومات للمهية وبعضها كمالات ومتممات لها والكلام في تعقل كل منهما كالكلام في تعقل تلك المهية فالحق الحري بالتصديق والتحقيق هو ان مدار العلم والجهل و كذا النور والظلمة والظهور والخفاء والحضور والغيبة على تأكد الوجود وضعفه فالوجود كلما كان أقوى تحصلا وأشد فعليه وأتم هويه كان أقوى انكشافا وأشد ظهورا