فإنها قد يكون العلم (1) بها غير وجودها العيني فلا يمكن ان يعرف حقيقة كل وجود الا بعينه الخارجي إذ ليس للوجود وجود ذهني كالمهيات الكلية فكل من عرف حقيقة الوجود لأي موجود كان على وجه الكمال فلا بد ان يعرف كنه ذاته وكنه مقوماته إن كان له مقومات كالوجودات المجعولة وعلى أي تقدير لا بد ان يعرف ان حقيقة الوجود ومبدئه وكماله موجودة لان ما هو وهل هو (2) في نفس الوجود امر واحد بلا تغاير بينهما فمن عرف الوجود أي وجود كان بحقيقته عرف انه موجود لان مهية الوجود آنيته كما أشرنا إليه فثبت ان كمال معرفته أي معرفه الوجود المتأكد الواجبي عين التصديق به.
قوله ع وكمال التصديق به توحيده إشارة إلى البرهان على نفى تعدد الواجب من جهة النظر في نفس حقيقة الواجب الذي هو الوجود الصرف الذي لا يشوبه عموم ولا تشخص فان من تأمل (3) ان الواجب نفس حقيقة الوجود وكل موجود غيره مشوب بغير حقيقة الوجود من تحديد أو تخصيص أو تعميم أو نقص أو فتور أو قوة أو قصور يعلم أنه لا تعدد فيه إذ لو فرض تعدد افراد الواجب يلزم ان يكون الحقيقة الواحدة حقيقتين وهذا من المستحيلات التي لا يمكن تصوره (4) فضلا عن تجويز وقوعه