لكان الواحد بما هو واحد كثيرا بل الوحدة بما هي وحده بعينها كثره هذا محال فاذن لا بد ان يكون كل منهما مركبا من جزء به الاشتراك وجزء به الامتياز فيلزم التركيب في ذات الواجب وقد ثبت انه بسيط الحقيقة هذا خلف واليه الإشارة بقوله فمن وصفه فقد قرنه إلى قوله فقد جهله أي من وصفه بصفة زائدة فقد قرنه بغيره في الوجود وإذا قرنه بغيره فقد جعل له ثانيا في الوجود وكلما فرضه ثاني اثنين فقد جعله مركبا ذا جزئين بأحدهما يشاركه في الوجود وبالاخر يباينه فكلامه ع إذ هو منبع علوم المكاشفة ومصدر أنوار المعرفة نص على غاية تنزيهه تعالى عن شوب الامكان والتركيب فيلزم من هذا التنزيه (1) والتقديس ان لا موجود بالحقيقة سواه وهذه الممكنات من لوامع نوره وعكوس أضوائه وقد مرت الإشارة إلى أن غاية التوحيد توجب ان يكون الواحد الحقيقي كل الأشياء فهو الكل في وحدته ولهذا عقب هذا الكلام الذي في نفى الصفات بقوله ع ومن أشار إليه فقد حده إلى آخره أي من أشار إليه باي إشارة كانت حسية أو عقلية بان قال ههنا أو هناك أو كذا وكذلك فقد جعله محدودا بحد خاص ومن حده بحد معين فقد عده أي جعله واحدا بالعدد لا بالحقيقة وقد ثبت ان وحدته الحقه ليست مبدء الاعداد وواحد الافراد والآحاد وهو محال.
وعلى هذا يجب ان لا يكون محصورا في شئ ولا يخلو عنه شئ فلا يكون في ارض