بالاعدام والظلمات والى ذلك أشار تعالى بقوله وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وقوله ع وكمال توحيده الاخلاص له يعنى الزوائد والثواني إذ لو كان في الوجود غيره سواء كان صفه أو شيئا آخر لم يكن بسيطا حقيقيا لما مر سابقا ان بسيط الحقيقة لا يسلب عن ذاته ما هو كمال وجودي الا النقائص والاعدام إذ جهة سلب الوجود غير جهة ثبوت الوجود فلو سلبت عن ذاته حقيقة وجودية يلزم التركيب في ذاته مع أنه بسيط الذات هذا خلف.
قوله ع وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه أراد به نفى الصفات التي وجودها غير وجود الذات والا فذاته بذاته مصداق لجميع النعوت الكمالية والأوصاف الإلهية من دون قيام امر زائد بذاته تعالى فرض انه صفه كمالية له فعلمه وقدرته و ارادته وحياته وسمعه وبصره كلها موجودة بوجود ذاته الأحدية مع أن مفهوماتها متغائرة ومعانيها متخالفة فان كمال الحقيقة الوجودية في جامعيتها للمعاني الكثيرة الكمالية (1) مع وحده الوجود.
قوله ع لشهادة كل صفه انها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة إشارة إلى برهان نفى الصفات العارضة سواء فرضت قديمه كما يقوله الأشاعرة أو حادثه فان الصفة إذا كانت عارضه كانت مغائرة للموصوف بها وكل متغائرين في الوجود فكل منهما متميز عن صاحبه بشئ ومشارك له بشئ ء آخر وذلك لاشتراكهما في الوجود ومحال ان يكون جهة الامتياز عين جهة الاشتراك (2) والا