وكان رسول الله (ص) كما جاء في سيرته الشريفة يسأل عن الشخص إذ أعجبه مظهره، فإن قيل له ليست له حرفة ولا عمل يمارسه، سقط من عينه، ويقول: إن المؤمن إذا لم تكمن له حرفة يعيش بدينه (1).
وفي عدة أحاديث جعل العمل جزءا من الايمان وقيل ((إن أصلاح المال من الايمان)) (2) وقيل في حديث نبوي آخر: ((ما من مسلم زرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه الانسان أو دابته إلا وكتب الله له به صدقة)) (3).
وفي خبر عن الإمام جعفر أنه قال لمعاذ - وهو أحد أصحابه ممن كان قد اعتزل العمل - يا معاذ أضعفت عن التجارة أو زهدت فيها؟ فقال معاذ: ما ضعفت عنها ولا زهدت فيها، عندي مال كثير، وهو في يدي وليس لأحد علي شيء، ولا أراني آكله حتى أموت. فقال له الإمام: لا تتركها فان تركها مذهبة للعقل (4).
وفي محاورة أخرى رد الإمام على من طلب منه الدعاء له بالرزق في دعة، قال له: لا أدعو لك أطلب كما أمرك الله عز وجل (5).
ويروى عن جماعة من الصحابة أنهم اعتكفوا في بيوتهم وانصرفوا إلى العبادة. عند نزول قوله تعالى {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} (6) وقالوا قد كفانا. فأرسل إليهم النبي قائلا: إن من فعل ذلك لم يستجب له عليكم بالطلب (7).
وكما قاوم الإسلام فكرة البطالة وحث على العمل، كذلك قاوم فكرة تعطيل بعض ثروات الطبيعة، وتجميد بعض الأموال، وسحبها عن مجال الانتفاع