يفقد ذلك الضمان، ولا يحسب تلك الكفالة، فإنه في كثير من الأحايين يحجم عن ألوان من النشاط والتجديد، خوفا من الخسارة المحتملة التي لا تهدد ماله فحسب، بل تهدد حياته وكرامته ما دام لن يجد من يكفله ويوفر له أسباب الحياة الكريمة، إذا خسر ماله وضاع في خضم التيار. ولأجل ذلك لأن تواتيه تلك الشجاعة وذلك العزم الذي يبعثه الضمان الاجتماعي في نفوس الأفراد الذين يعيشون في كنفه.
14 - حرم الإسلام القادرين على العمل والنشاط الاقتصادي من الضمان الاجتماعي، ومنعهم من الاستجداء (1)، وبذلك سد عليهم منافذ التهرب من العمل المثمر. وهذا يؤدي بطبيعته إلى تجنيد طاقاتهم للإنتاج والاستثمار.
15 - حرم الإسلام الإسراف والتبذير (2) وهذا التحريم يحد من الحاجات الاستهلاكية، ويهيء كثيرا من الأموال للانفاق الإنتاجي، بدلا عن الانفاق الاستهلاكي في مجالات الإسراف والتبذير.
16 - أوجب الإسلام على المسلمين كفاية تعلم جميع الفنون والصناعات التي تنظم بها الحياة (3).
17 - بل إن الإسلام لم يكتف بذلك، بل أوجب على المسلمين الحصول على أكبر قدر ممكن وأعلى مستوى من الخبرة الحياتية العامة في كل الميادين (4)، ليتاح للمجتمع الإسلامي امتلاك جميع الوسائل المعنوية والعلمية والمادية التي تساعده على دوره القيادي للعالم، بما فيها وسائل الإنتاج وإمكاناته المتنوعة.
قال الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) (5). والقوة هنا جاءت في