ولما ملك عسكر معاوية الماء وأحاطوا بشريعة الفرات وقالت رؤساء الشام له: اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشا سألهم علي عليه السلام وأصحابه أن يسوغوا لهم شرب الماء فقالوا: لا الله ولا قطرة حتى تموت ظمأ كما مات ابن عفان فلما رأى عليه السلام أنه الموت لا محالة تقدم بأصحابه وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة حتى أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريع سقطت منه الرؤوس والأيدي وملكوا عليهم الماء وصار أصحاب معاوية في الفلاة لا ماء لهم فقال له أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ولا تسقهم منه قطرة واقتلهم بسيوف العطش وخذهم قبضا بالأيدي فلا حاجة لك إلى الحرب فقال: لا والله لا أكافئهم بمثل فعلهم أفحسوا لهم عن بعض الشريعة ففي هذا السيف ما يعني عن ذلك (1) ومنهم العلامة الشهير بابن الطقطقي في (الفخري) (ص 75 ط محمد علي صبيح بالقاهرة) قال:
وقال علي عليه السلام: خذوا حاجتكم من الماء ولا تمنعوهم منه.
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 148 ط اسلامبول) ذكر ما تقدم عن (شرح النهج) بعينه.
____________________
قال ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 2 ص 588 ط القاهرة):
لما حال معاوية بين أهل العراق وبين الماء قال: ولا منعهم وروده فاقتلهم بشفار الظمأ قال له عمرو بن العاص: خل بين القوم وبين الماء فليسوا ممن يرى الماء ويصبر عنه فقال:
لا والله لا أخلي لهم عنه فسفه رأيه وقال: أتظن أن ابن أبي طالب وأهل العراق يموتون بإزائك عطشا والماء منهم بمعقد الازر وسيوفهم في أيديهم فلج معاوية وقال: لا أسقيهم قطرة كما قتلوا عثمان عطشا فلما مس أهل العراق العطش أشار علي عليه السلام إلى الأشعث أن احمل
لما حال معاوية بين أهل العراق وبين الماء قال: ولا منعهم وروده فاقتلهم بشفار الظمأ قال له عمرو بن العاص: خل بين القوم وبين الماء فليسوا ممن يرى الماء ويصبر عنه فقال:
لا والله لا أخلي لهم عنه فسفه رأيه وقال: أتظن أن ابن أبي طالب وأهل العراق يموتون بإزائك عطشا والماء منهم بمعقد الازر وسيوفهم في أيديهم فلج معاوية وقال: لا أسقيهم قطرة كما قتلوا عثمان عطشا فلما مس أهل العراق العطش أشار علي عليه السلام إلى الأشعث أن احمل