الحارث الحميري فقتله، وهكذا لم يزل يخرج إليه فارس بعد فارس إلى أن قتل منهم أربعة، وهو يقول: (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واعلموا أن الله مع المتقين) ثم صاح علي عليه السلام يا معاوية هلم إلى مبارزتي لا تفنى العرب بيننا، فقال معاوية: لا حاجة لي في مبارزتك، فقد قتلت أربعة من أبطال العرب بيننا فحسبك فصاح فارس من أصحاب معاوية يقال له عروة فقال: يا ابن أبي طالب إن كان معاوية قد كره مبارزتك فأنا له، وجرد سيفه وخرج للإمام فتجاولا، ثم إنه سبق الإمام بضربة تلقاها علي عليه السلام في سيفه ثم إن عليا عليه السلام ضربه ضربة على رأسه ألقاه إلى الأرض قتيلا فعظم على أهل الشام قتل عروة لأنه كان من أعظم شجعانهم ومشاهير فرسانهم ثم حجز الليل بينهم -.
في خروج بسر بن أرطاة إلى مبارزته عليه السلام وكشف عورته عند سقوطه على الأرض بطعن رمحه فخلاه عليه السلام، فلم يصر واحد منهم إلى مبارزته فصار لا يخرج إلى المبارزة إلا متنكرا رواه القوم:
منهم العلامة الشهير بابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 73 ط الغري) قال: