الانحراف بهذه الدعوة، وإخراجها عن نهجها القويم، وصراطها المستقيم إلى المتاهات التي يستطيع في ظلماتها وبهمها أن يحصل على ما يريد دون راع أو وازع، وهو الذي يملك كل المبررات لذلك. مهما كانت سقيمة وتافهة.
وأما إذا فشلت الدعوة: وكان قد أحكم أمره؟ فإنه يستطيع أن يقول لمن هم على شاكلته: إنا كنا معكم؟ إنما نحن مستهزؤون.
فإنه إذا كان النفاق في المدينة قد كان في أكثره لدوافع أمنية، أو للحفاظ على المصالح والعلاقات المعينة. - فان النفاق المكي. لسوف يكون أعظم خطرا، وأشد محنة وبلاء على الاسلام والمسلمين، حسبما أوضحنا آنفا -.
وعلى هذا، فان من الغريب جدا... أن يكون بعض من اتبع النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في مكة لم يكن مخلصا للدعوة، وإنما كان مخلصا لنفسه فقط لا سيما إذا لاحظنا: أن دعوة الرسول قد كانت مقترنة من أول يوم بدئها بالوعود القاطعة، بان حامليها لسوف يكونون ملوك الأرض، ولسوف يملكون كنوز كسرى وقيصر (1). - فقد سال عفيف الكندي العباس بن عبد المطلب عما يراه من صلاة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وعلي وخديجة " عليه السلام "، فقال له العباس: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، زعم أن الله أرسله، وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح على يديه. فكان عفيف يتحسر على أن لم يكن أسلم يومئذ، ليكون ثانيا لعلي " عليه السلام " في الاسلام (2).
وحينما سأله عمه أبو طالب عن سبب شكوى قومه منه، قال " صلى