حتى طلع الفجر، فصلى بهم علي " عليه السلام " صلاة الفجر ثم سار بهم، فجعلوا يصنعون ذلك في كل منزل، حتى قدم المدينة، وقد نزل الوحي بما كان من شانهم قبل قدومهم.
" الذين يذكرون الله قياما وقعودا على جنوبهم ء، ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا " إلى قوله:
" فاستجاب لهم ربهم، أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " (1).
ولما بلغ النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قدومه " عليه السلام "، قال: أدعوا لي عليا قيل: يا رسول الله، لا يقدر أن يمشي، فاتاه " صلى الله عليه وآله " بنفسه، فلما رآه اعتنقه، وبكى رحمة لما بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دما.
وقال " صلى الله عليه وآله وسلم " لعلي: يا علي، أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله ورسوله، وأولهم هجرة إلى الله ورسوله، وآخرهم عهدا برسوله. لا يحبك والذي نفسي بيده. إلا مؤمن، قد امتحن قلبه للايمان ولا يبغضك إلا منافق أو كافر (2).
إذن فالهجرة العلنية، والتهديد بالقتل لمن يعترض سبيل المهاجر قد كان من علي " عليه السلام "، وليس من عمر بن الخطاب، وقد تقدم في فصل ابتداء الهجرة إلى المدينة. بعض ما يدل على عدم صحة نسبة ذلك