وتقف على باب الغار، وغير ذلك، كما أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " كان يخبر: المسلمين بأنه ستفتح على يديه كنوز كسرى وقيصر، وان الله سيظهر دينه، وينصر نبيه، فحزن أبى بكر في مقام كهذا، وعدم ثقته بنصر الله مع رؤيته لكل هذه الآيات لمما يجب أن يردع عنه ويمنع منه، والنهي عنه مولوي، وهو يكشف عن عدم رسوخ قدم له في معرفة جلال وعظمة الله.
وقد قيل: إن أبا بكر قال: يا رسول الله، إن حزني على أخيك علي بن أبي طالب ما كان منه. فقال له النبي " صلى ألد عليه وآله وسلم ":
إن الله معنا (1).
7 - أما قولهم إن النصر كان من الله لهما معا، فهو شريك للنبي في نصرة الله لهما، وهذا فضل عظيم.
فهو أيضا باطل؟ ويدفعه صريح الآية، فإنها قد خصت نصر الله تعالى - ولعله بمعنى أنه تعالى نجى نبيه من الكفار - بالرسول، قال تعالى: (إلا تنصروه (الضمير يرجع إلى النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ") فقد نصره الله إذ أخرجه إلخ). فالنصر إذن ثابت لخصوص النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، وأبو بكر تابع محض، والتبعية في النصرة إنما هي لأجل اجتماعهما في مكان واحد، وذلك لا يدل على فضل لأبي بكر (2). أو فقل: إن حفظه لأبي بكر إنما هو مقدمة لحفظ شخص النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كما قلنا.
8 - وأما قضية السكينة، فلا يصح قولهم: إنها نزلت على أبي بكر، بل هي نازلة على خصوص النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، لان الضمائر المتأخرة والمتقدمة في الآية كلها ترجع إليه " صلى الله عليه وآله