سبيل دينه، فلماذا اختص هذا الوسام به دونهم.
سابعا: انهم يذكرون: أنه لم يتخلف مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن، إلا عليا وأبا بكر (1).
ثامنا: إن الرواية القائلة بان صهيبا كان شيخا كبيرا لا يضر المشركين، أكان معهم أم مع غيرهم.
لا تصح، لأن صهيبا قد توفي سنة ثمان أو تسع وثلاثين وعمره سبعون سنة (2)، فعمره يكون حين الهجرة واحدا أو اثنين وثلاثين سنة، فهو قد كان في عنفوان شبابه، لا كما تريد أن تدعيه هذه الرواية المفتعلة.
هذا كله، عدا عن تناقضات روايات صهيب.
وعدا عن أن عددا منها لا يذكر نزول الآية في حقه.
كما أنها عموما إما مروية عن صهيب نفسه، أو عن تابعي لم يدرك عهد النبي، كعكرمة، وابن المسيب، وابن جريح، وليس هناك سوى رواية واحدة وردت عن ابن عباس الذي ولد قبل الهجرة بثلاث سنين فقط.
ويجب أن يعلم: أن صهيبا كان من أعوان الهيئة الحاكمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم "، وممن فتخلف عن بيعة أمير المؤمنين، وكان يعادى أهل البيت (عليهم السلام، (3).
فلعل المقصود هو مكافاته على مواقفه تلك، بمنحه هذه الفضيلة الثابتة لأمير المؤمنين " عليه السلام "، فيكون هؤلاء قد أصابوا عصفورين بحجر واحد حينما يزين لهم شيطانهم أن عليا يخسر وخصومه يربحون.