بحزنه وخوفه ورعبه، فبدل أن يخفف عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، ويشد من أزره، يحتاج إلى أن يخفف نفس النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عنه، ويسيله!! أو على الأقل لم يكن له أي أثر في الدفاع عن الرسول، والتخفيف من المشقات التي يتحملها، إلا أنه قد زاد العدد، وصار العدد بوجوده اثنين.
4 - اما جعله صاحبا للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، فهو أيضا لا فضيلة فيه، لان الصحبة لا تدل على أكثر من المرافقة والاجتماع في مكان واحد، وهو قد يكون بين العالم وغيره، والكبير والصغير، وبين المؤمن وغيره، قال تعالى: وما صاحبكم بمجنون (1)، وقال: قال له صاحبه، رهو يحاوره: أكفرت بالذي خلقك؟ " (2).
فالصحبة من حيث هي لافضل فيها.
5 - اما قوله تعالى: إن الله معنا "؟ فقد جاء على سبيل التسلية لأبي بكر؟ ليذهب حزنه، ويذكره بأن الله تعالى سوف يحفظهم عن أعين المشركين، وليس في ذلك فضيلة له، بل فيه اخبار بأن الله ينجيهم من أيدي أعدائهم، ولسوف ينجى الله أبا بكر مقدمة لنجاة نبيه.
وهذا نظير ما أشارت إليه الآية الكريمة التي تقول وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " إذن، فنجاة المشركين من العذاب لأجل النبي، أو لأجل وجود مؤمن مقيم فيما بينهم لا يوجب فضلا للمشركين.
6 - إن هذا الحزن قد صدر منه؟ كما يقول المؤرخون - بعد ما رأى من الآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة، التي توجب اليقين بأن الله يرد عن نبيه، ويحفظه من أعدائه. فهو قد فرف بخروجه من بين القوم، وهم لا يرونه، ورأى نسج العنكبوت على باب الغار، ورأى الحمامة تبيض