عليه ومنع الديلم من العبور وكان مع تورون مقاتلة في الماء في دجلة فاصعد معز الدولة على ديالى ليبعد عن دجلة ويعبر فسير تورون جماعة عبروا ديالى وكمنوا فلما حاذاهم معز الدولة خرجوا عليه وحالوا بينه وبين عسكره وثقله ووقعوا في العسكر وهو على غير تعبية وعبر إليهم أكثر أصحاب تورون سباحة فجعلوا يقتلون ويأسرون وهرب ابن بويه ووزيره الصيمري إلى السوس ولحق به من سلم من عسكره وأسر من قواده أربعة عشر قائدا منهم ابن الداعي العلوي ثم إن تورون عاوده ما كان يأخذه من الصرع فشغل بنفسه عن معز الدولة وعاد إلى بغداد.
وفي سنة 333 وصل معز الدولة إلى مدينة واسط فسار إليه تورون والخليفة المستكفي ففارقها فعادا إلى بغداد.
استيلاء معز الدولة على بغداد وفي سنة 334 مات تورون وتولى الامارة ابن شيرزاد فاستعمل على واسط بنال كوشة فكاتب بنال معز الدولة وهو في واسط ودخل في طاعته واستقدمه فسار معز الدولة نحوه فاضطرب الناس ببغداد فلما وصل باجسرى اختفى المستكفي وابن شيرزاد وسار الأتراك إلى الموصل فظهر المستكفي وقدم أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي صاحب معز الدولة إلى بغداد وكان كاتبا لمعز الدولة فلما مات وزيره الصيمري قلده الوزارة وكان شيعيا فاجتمع بابن شيرزاد بالمكان الذي استتر فيه ثم اجتمع بالمستكفي فاظهر السرور بقدوم معز الدولة ووصل معز الدولة إلى بغداد ودخل على المستكفي وبايعه وحلف له المستكفي وخلع عليه ولقبه ذلك اليوم معز الدولة ولقب أخاه عليا عماد الدولة وأخاه الحسن ركن الدولة وأمر أن تضرب ألقابهم وكناهم على الدنانير والدراهم وسأله معز الدولة ان يأذن لابن شيرزاد بالظهور ويأذن له أن يستكتبه فاذن بذلك فظهر ابن شيرزاد وولاه معز الدولة الخراج ونزل أصحاب معز الدولة في دور الناس فلحقهم من ذلك شدة عظيمة وصار رسما عليهم ولم يكن قبل ذلك وأقيم للمستكفي كل يوم خمسة آلاف درهم لنفقاته وكانت ربما تأخرت عنه فأقرت له مع ذلك ضياع سلمت إليه تولاها كاتبه أبو أحمد الشيرازي.
ثم اتهم معز الدولة المستكفي بأنه يريد استمالة الديلم والأتراك وإزالة معز الدولة وأكد ذلك عنده أن علم القهرمانة صنعت دعوة عظيمة لقواد الديلم والأتراك وأخبره خاله أسفهد فوست من أكابر قواده بان الخليفة راسله في أن يلقاه سرا وكان بين المستكفي والمطيع عداوة لأجل الخلافة فلما ولي المستكفي استتر المطيع فلما قدم معز الدولة استتر عنده وأغرا بالمستكفي فحضر معز الدولة والناس عند الخليفة وحضر رسول صاحب خراسان وحضر رجلان من نقباء الديلم يصيحان فتناولا يد المستكفي فظن أنهما يريدان تقبيلها فجذباه عن سريره وجعلا عمامته في عنقه وأخذاه دار معز الدولة فاعتقل بها وبويع للمطيع وسلم إليه المستكفي فسلمه وأعماه بعد ما سلم عليه بالخلافة وخلع نفسه وأخذت علم القهرمانة وقطع لسانها وقبض على الشيرازي كاتب المستكفي وتسلم معز الدولة العراق باسره ولم يبق بيد الخليفة منه شئ سوى ما أقطعه معز الدولة مما يقوم بعض حاجته ولم يبق له وزير بل كاتب فقط والوزارة لمعز الدولة وكان أمر الخلافة قد انحل قبل ذلك.
الحرب بين معز الدولة وناصر الدولة بن حمدان فيها سير معز الدولة عسكرا إلى الموصل وهي لناصر الدولة الحمداني وكان قد خرج منها نحو العراق ووصل سامراء فوقعت الحرب بينه وبين عسكر معز الدولة بعكبرا ثم سار معز الدولة مع المطيع إلى عكبرا فلحق ابن شيرزاد بناصر الدولة وعاد بعسكر لناصر الدولة إلى بغداد فاستولى عليها ودبر الأمور نيابة عن ناصر الدولة وناصر الدولة يحارب معز الدولة ثم سار ناصر الدولة من سامراء إلى بغداد ونزل بالجانب الشرقي فنهب معز الدولة تكريت لأنها لناصر الدولة ورجع هو والخليفة إلى بغداد فنزلوا بالجانب الغربي ووقعت الحرب بينهم ببغداد ومنع اعراب ناصر الدولة عسكر معز الدولة من الميرة والعلف فغلت الأسعار عليهم ومنع ناصر الدولة من التعامل بالدنانير والدراهم التي عليها اسم المطيع وضرب دراهم ودنانير عليها اسم المتقي لله وعبر ناصر الدولة ليلة في ألف فارس لكبس معز الدولة فلقيهم اسفهدوست وكان من أعظم الناس شجاعة فهزمهم وضاق الأمر بالديلم فاحتال معز الدولة وأظهر انه يعبر في قطربل فامر وزيره الصيمري واسفهد وست بالعبور وسار ليلا ومعه المشاعل على شاطئ دجلة فاسر أكثر عسكر ناصر الدولة بازائه ليمنعوه من العبور فعبر الصيمري والقائد وأصحابهم وعاد معز الدولة إلى موضعه فعلموا بحيلته وحارب أصحاب ناصر الدولة أصحاب الصيمري فهزمهم الصيمريون وملكوا الجانب الشرقي وأعيد الخليفة إلى داره في محرم سنة 335 ونهب الديلم بغداد فأمرهم معز الدولة بالكف فلم ينتهوا فامر وزيره الصيمري فركب وقتل وصلب جماعة ثم استقر الصلح بينه وبين ناصر الدولة بغير علم من الأتراك التورونية فلما علموا بذلك ثاروا بناصر الدولة وهو نازل شرقي تكريت فهرب منهم فأمروا عليهم تكين الشيرازي وكتب ناصر الدولة إلى معز الدولة يستصرخه فسير الجيوش إليه مع وزيره الصيمري فالتقوا مع تكين في الحديثة واقتتلوا فهرب تكين والأتراك وتبعهم العرب فقتلوا فيهم وأسر تكين وحمل إلى ناصر الدولة فسلمه.
وفيها اختلف معز الدولة وأبو القاسم البريدي والي البصرة فأرسل معز الدولة جيشا إلى واسط فسير إليه البريدي جيشا من البصرة فاقتتلوا وانهزم أصحاب البريدي وأسر من أعيانهم جماعة.
استيلاء معز الدولة على البصرة وفي سنة 336 سار معز الدولة ومعه المطيع إلى البصرة لأخذها من أبي القاسم عبد الله بن أبي عبد الله البريدي وسلكوا البرية إليها فأرسل إليه القرامطة ينكرون عليه مسيره إلى البرية بغير أمرهم وهي لهم فقال للرسول: قل لهم من أنتم حتى تستأمروا وليس قصدي من أخذ البصرة غيركم فلما وصل الدرهمية استأمن إليه عساكر البريدي وهرب هو إلى القرامطة وملك معز الدولة البصرة.
وخالف كوركين من أكابر القواد على معز الدولة فسير إليه الصيمري فقاتله فانهزم كوركين وأخذ أسيرا وحبس.
وأبقى معز الدولة الخليفة والصيمري بالبصرة ولقي أخاه عماد الدولة بأرجان وقبل الأرض بين يديه وكان يقف قائما عنده فيأمره بالجلوس فلا يفعل ثم عاد مع الخليفة إلى بغداد وأظهر أنه يريد الذهاب إلى الموصل فترددت الرسل بينه وبين ناصر الدولة واستقر الصلح وحمل إليه المال فسكت عنه.
وفي سنة 337 سار إلى الموصل فلما سمع ناصر الدولة بذلك سار إلى نصيبين فملك معز الدولة الموصل فجاءه الخبر من أخيه ركن الدولة ان عساكر خراسان قصدت جرجان والري ويستمده فاضطر إلى مصالحة ناصر الدولة فاستقر الصلح بينهما على أن يؤدي ناصر الدولة عن الموصل وديار