مكاني وتحولت إلى عند رجليه وفي رواية أن الحسين بن روح كان وكيلا لمحمد بن عثمان سنين كثيرة ينظر له في أملاكه وكان خصيصا به وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم فتمهدت له الحال في طول حياة محمد بن عثمان إلى أن أوصى إليه وقال الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة كان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق ويستعمل التقية وتوفي أبو القاسم الحسين بن روح في شعبان سنة ست وعشرين وثلثمائة ودفن في النوبختية في الدرب النافذ إلى التل وإلى درب الآجر وإلى قنطرة الشوك.
الرابع أبو الحسن علي بن محمد السمري أوصى إليه الحسين بن روح فقام بما كان إليه روى الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة بسنده عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم الله فقال الشيخ أبو الحسن علي محمد السمري قدس الله روحه إبتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن بابويه القمي وهو والد الصدوق فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر إنه توفي في ذلك اليوم وفي رواية أنه كان يسألهم عن خبر علي بن الحسين بن بابويه فيقولون قد ورد الكتاب باستقلاله حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألهم فذكروا مثل ذلك فقال لهم آجركم الله فيه فقد قبض في هذه الساعة فاثبتوا التاريخ فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر ورد الخبر بوفاته في تلك الساعة وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا بسنده أن السمري أخرج قبل وفاته بأيام إلى الناس توقيعا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فأنت ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الراوي فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال لله أمر هو بالغه وكانت وفاته في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين أو تسع وعشرين وثلثمائة ودفن في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع باب المحول قريبا من شاطئ نهر أبي عتاب.
قال الشيخ في كتاب الغيبة قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي خرج في حقه توقيع: محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا وفي توقيع آخر إن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم: أحمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمد الهمداني وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات وقال الطبرسي في إعلام الورى أما غيبته القصرى فهي التي كان سفراؤه فيها موجودين وأبوابه معروفين لا يختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي فيهم فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمد بن علي بن بلال وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمان وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان وعمر الأهوازي وأحمد بن إسحاق وأبو محمد الوجنائي وإبراهيم بن مهزيار ومحمد بن إبراهيم في جماعة أخرى أقول الظاهر إن السفارة العامة للأربعة المتقدم ذكرهم أما من عداهم ممن ذكرهم الطبرسي فكانت لهم سفارة في أمور خاصة والله أعلم ومن الغريب أنه لم يذكر معهم الحسين بن روح والسمري.
وهناك جماعة مذمومون ادعوا البابية والسفارة كذبا وافتراء قال الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة أولهم المعروف بالشريعي وروى أنه كان من أصحاب الهادي ثم العسكري وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه وكذب على الله وعلى حججه ع ونسب إليهم ما لا يليق بهم وهم منه براء فلعنته الشيعة وتبرأت منه وخرج التوقيع بلعنه والبراءة منه ثم ظهر منه القول بالكفر والالحاد ومنهم محمد بن نصير النميري وإليه تنسب النصيرية ادعى بعد الشريعي مقام أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وفضحه الله بما ظهر منه من الالحاد والجهل ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه فلما بلغه ذلك قصد أبا جعفر ليعتذر إليه فلم يأذن له وكان يدعي أنه رسول نبي أرسله الهادي ع ويقول فيه بالربوبية ويبيح المحارم ويحلل اللواط وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه ويعضده وقيل لمحمد بن نصير وهو في مرض الموت مثقل اللسان لمن هذا الأمر من بعدك فقال بلسان ضعيف ملجلج أحمد فلم يدر من هو فافترقوا بعده ثلاث فرق فرقة قالت إنه أحمد ابنه وفرقة قالت إنه أحمد بن موسى بن الفرات وفرقة قالت إنه أحمد بن أبي الحسين بن بشر ومنهم أبو طاهر محمد بن علي بن بلال كانت عنده أموال للامام ع وامتنع من تسليمها إلى محمد بن عثمان العمري وادعى انه الوكيل حتى تبرأت الجماعة منه ولعنوه وخرج فيه توقيع من صاحب الزمان ع ومنهم الحسين بن منصور الحلاج أرسل إلى أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي أني وكيل صاحب الزمان ظانا أنه يستميله إليه فوجب ذلك انقياد غيره لعظم أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب وبهذا كان أولا يستميل الشخص ثم يترقى ويقول له وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوي نفسك ولا ترتاب فأرسل إليه أبو سهل رحمه الله إني أسألك أمرا يخف عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين وهو أني أحب الجواري والشيب يبعدني عنهن واحتاج أن اخضب كل جمعة وإلا انكشف أمري عندهن وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتجعل لحيتي سوداء فإنني طوع يديك فلما سمع ذلك من جوابه علم أنه أخطأ في مراسلته وأمسك عنه وصيره أبو سهل أحدوثة وضحكة وجاء الحلاج إلى قم وأرسل رقعة يقول فيها أنه رسول الامام ووكيله فخرقوا رقعته وسخروا منه وجاء الذي خرقها إلى دكانه فقام له الحاضرون إلا رجلا لم يقم وكان هو الحلاج فسال عنه صاحب الدكان فقال الحلاج أ تسأل عني وأنا حاضر قال أعظمت قدرك أن أسألك فقال تخرق رقعتي وأنا أشاهدك فقال يا غلام برجله وبقفاه فاخرج فما رئي بعدها بقم ثم قتل ببغداد على الالحاد ودعوى الآلهية بأمر المقتدر ومنهم أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر كان وجيها عند بني بسطام لان الحسين بن روح كان جعل له منزلة عند الناس لأنه كان في أول أمره من الشيعة وصنف كتبا على مذهبهم ثم ارتد فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ويسند إلى الحسين بن روح فيقبلونه فبلغ ذلك الحسين بن روح فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عنه وأمرهم بلعنه فلم ينتهوا لأنه كان يموه عليهم بأنني أذعت السر فعوقبت بالابعاد فبلغ ذلك الحسين بن روح فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه فاطلعوه عليه فبكى بكاءا شديدا وقال إن لهذا