المؤلفين والكتب الإسماعيلية، وأمامي فهرست ابن النديم، ومجموعة خطية قديمة لمؤلف مجهول جمع فيها أسماء الكتب التي ألفت منذ أوائل الدعوة الإسماعيلية، فلم أعثر في هذه الكتب كلها على كتاب واحد في الفقه الإسماعيلي قبل القاضي النعمان بن محمد. فلا غرو أن يعرف المعز فضل هذا العالم وأن يرفعه إلى أعلى الدرجات، ولا سيما أن النعمان ذكر في كتبه أنه اقتبس هذه العلوم عن الامام ويحدثنا المؤيد في الدين في سيرته أن الوزير اليازوري قال له: إن النعمان بني هذا الأمر وإن أحق الناس بمكانه أبناؤه فالنعمان إذن قد أدى للدعوة الفاطمية هذا الفضل الذي عرفوه له، إذ لا يزال علماء الدعوة يعيشون على الفقه الذي وضعه لهم النعمان، وربما على التأويل الذي ذكره في كتبه.
لننظر الآن إلى هذه الكتب التي وضعها النعمان لأهل الدعوة، فيقول ابن خلكان: إن النعمان ألف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف وأملح سجع، وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا، وله ردود على المخالفين، له رد على أبي حنيفة وعلى مالك والشافعي وعلى ابن سريج، وكتاب اختلاف الفقهاء ينتصر فيه لأهل البيت، وله القصيدة الفقهية التي لقبها بالمنتخبة وسرد الأستاذ إيفانوف مؤلفات القاضي النعمان فإذا بها نحو أربعة وأربعين كتابا بعضها لا يزال يحتفظ به أتباع المذهب وهم طائفة البهرة.
ومنها كتب عثر على بعض أجزائها، ومنها ما فقد ولم يعرف إلا أسماؤه، ولا تعرف مكتبات اوربة إلا ستة كتب من كتب النعمان وهي:
1 جزء من كتاب شرح الأخبار بمكتبة برلين، وأحضرت دار الكتب المصرية صورة فتوغرافية منه.
2 كتاب دعائم الاسلام بمكتبة مدرسة اللغات الشرقية بلندن، وفي دار الكتب المصرية صورة فتوغرافية منه.
3 تأويل دعائم الاسلام بمكتبة مدرسة اللغات الشرقية بلندن، وفي مكتبة جامعة القاهرة صورة فتوغرافية منه.
4 أساس التأويل بمكتبة مدرسة اللغات الشرقية بلندن.
5 جزء من كتاب المجالس والمسايرات بمكتبة مدرسة اللغات الشرقية بلندن، وفي مكتبة جامعة القاهرة.
6 كتاب الهمة في اتباع الأئمة بمكتبة مكتب الهند بلندن، وعندي نسخة خطية منه.
ويحتفظ أصحاب الدعوة الآن في مكتباتهم الخاصة بالكتب الآتية:
1 إفتاح الدعوة، وعندي نسخة خطية منه كما تحتفظ مكتبة جامعة القاهرة بصورة منه 2 كتاب الايضاح 3 كتاب الينبوع 4 مختصر الآثار 5 كتاب الطهارة 6 القصيدة المختارة 7 القصيدة المنتخبة 8 منهج الفرائض 9 الرسالة ذات البيان في الرد على ابن قتيبة 10 اختلاف أصول المذاهب 11 كتاب التوحيد والإمامة 12 مناقب بني هاشم 13 تأويل الرؤيا 14 مفاتيح النعمة.
أما كتبه التي لم يعثر عليها وعرفت أسماؤها فهي:
1 مختصر الايضاح 2 كتاب الأخبار 3 كتاب الاقتصار 4 كتاب الاتفاق والافتراق 5 كتاب المقتصر 6 كتاب يوم وليلة 7 كتاب كيفية الصلاة 8 الرسالة المصرية في الرد على الشافعي 9 كتاب في الرد على أحمد بن سريج البغدادي 10 دامغ الموجز في الرد على العتكي 11 نهج السبيل إلى معرفة علم التأويل 12 حدود المعرفة في تفسير القرآن والتنبيه على التأويل 13 كتاب إثبات الحقائق في معرفة توحيد الخالق 14 كتاب في الإمامة في أربعة أجزاء 15 كتاب التعاقب والانتقاد 16 كتاب الدعاة 17 كتاب الحلي والثياب 18 كتاب الشروط 19 أرجوزة ذات المتن وهي في سيرة الامام المعز 20 أرجوزة ذات المحن وهي في تاريخ ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد 21 كتاب معالم المهدي 22 كتاب منامات الأئمة 23 كتاب التقريع والتعنيف.
هذه هي الكتب التي تركها النعمان بن محمد، ولعل أهم كتاب خالد له هو كتاب دعائم الاسلام، في ذكر الحلال والحرام، والقضايا والأحكام وهو الكتاب الذي أمر الظاهر بان يحفظه الناس، وجعل لمن يحفظه مالا جزيلا، ويشتمل هذا الكتاب على جميع فقه الفاطميين. فدعائم الاسلام عندهم الولاية والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد، وكل فريضة من هذه الفرائض لها أصولها وفروعها وآدابها فهو يتحدث عن ذلك كله بشئ من الاطناب، ويروي عن كل فريضة ما ورد عنها في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية وما جاء عن الأئمة، ومن يقرأ هذا الكتاب ويقارن بين الفقه فيه وبين فقه مالك لا يكاد يجد اختلافا إلا في بعض أمور لا تمس الدين في شئ، اللهم ما ورد في القسم الخاص بالولاية.
والفصل الخاص الذي في أول الكتاب تحدث فيه عن الايمان وجعل الولاية شرطا أساسيا للمؤمن، أما ما سوى ذلك من أحكام فرائض الدين وسنته والمعاملات وغيرها فلا تختلف عن الأحكام الشرعية عند المالكية.
وتظهر قيمة هذا الكتاب عند علماء المذهب منذ عرف هذا الكتاب إذا عرفنا أن عالمين من أكبر علمائهم ذكراه في كتبهما واعتمدا عليه ونوها به، أما العالم الأول فهو أحمد حميد الدين بن عبد الله بن محمد الكرماني المتوفى سنة 412 ه فقد ذكر في مقدمة كتابه راحة العقل الكتب التي يجب أن تقرأ قبل قراءة راحة العقل، ومن هذه الكتب كتاب دعائم الاسلام، وأما العالم الثاني فهو المؤيد في الدين هبة الله بن موسى الشيرازي المتوفى سنة 470 ه فقد ذكر في السيرة المؤيدية أنه كان يعقد مجلسا خاصا كل يوم خميس يقرأ فيه على السلطان أبي كاليجار البويهي فصول كتاب دعائم الاسلام، ويعتبر هذا الكتاب الآن من كتب الإسماعيلية على الرغم من أنه في علم الظاهر، ويعد من كتبهم السرية التي لا يقر بها إلا علماء المذهب فقط.
وقد أتبعه القاضي النعمان بكتاب تأويل دعائم الاسلام واسمه الكامل:
كتاب تربية المؤمنين بالتوقيف على حدود باطن علم الدين في تأويل دعائم الاسلام، وهو في ذكر التأويل الباطني للأحكام والفرائض التي وردت في كتاب دعائم الاسلام، وهو من أهم كتب التأويل عند الإسماعيلية، وعليه اعتمد الدعاة بعد النعمان، وقد توفي النعمان قبل أن يتم هذا الكتاب.
ومهما يكن من شئ فالقاضي النعمان يعد من أكبر علماء الدعوة وفقيهها الأعظم، وتوفي هذا الرجل بمصر سنة 363 ه.
كان هذا الفقيه رأس هذه الأسرة ومؤسسها، وجاء بعده أبناؤه وحفدته وعرفوا جميعا بالعلم والفقه، وتولوا الدعوة والقضاء بعده.