وكانت وفاته في قرية الدهلكي وقبره الشريف مشهور يزار ويتبرك به، وسبب خروجه من بلدتنا بوشهر وتوقفه في القرية المزبورة هو واقعة الإفرنج وغلبتهم على بوشهر وكانت سنة 1273 ثلاث وسبعين ومائتين بعد الألف ووفاته قدس سره وقعت في هذه السنة وعلى قبره الشريف مكتوب هذين البيتين:
وفدت على الكريم بغير زاد * من الحسنات والقلب السليم ونقل الزاد أقبح كل شئ * إذا كان الوفود على الكريم الشيخ خلف بن الشيخ عبد علي من آل عصفور صاحب الاحياء.
قال في تاريخ البحرين على عادته في المبالغات:
أعلم من قضى وأفتى، وأفضل من باشر التدريس والإفتاء، وهو مجاز عن عمه صاحب الحدائق، وكتب له وللشيخ حسين العلامة إجازة طويلة مسماة ب لؤلؤة البحرين في إجازة قرتي العينين خلف وحسين.
وعلى الجملة له يد في الأصوليين، تصدر للافتاء في حياة أبيه في الفلاحية ثم رحل إلى المحمرة وله من المصنفات: رسالة في صلاة الجمعة، ورسالة في الرضاع، ورسالة في السلام، ورسالة في الاستصحاب ورسالة في أن الفرقة الناجية هي الامامية. ورسالة في الحج، وكتاب في الفقر، وكتاب في الرجال، وحاشية على الحدائق، وحاشية على المدارك، وحاشية على الكافي، وحاشية على الكافية الحاجية، ورسالة في العدالة، ورسالة في حديث الصلاة خير موضوع، ورسالة في الميراث، ورسالة في التسبيح، ومجموعة في مسائل متفرقة.
هذا ما حضرني من مؤلفاته ولم يحضرني تاريخ وفاته.
الخليل بن أحمد الفراهيدي.
مرت ترجمته في الصفحة 337 من المجلد السادس ومر فيها البحث عن كتابه العين. وفيما يلي بحث عن مخطوطات كتاب: مختصر العين الذي ألفه أبو بكر الزبيدي كتبه الدكتور صلاح مهدي الفرطوسي:
لا يختلف اثنان في أن القرن الرابع الهجري هو أزهى عصور الحضارة العربية الاسلامية، إذ بلغت فيه العلوم درجة من الرقي لم تبلغها من قبل في مغرب الأمة ومشرقها.
وقد كان لدخول أبي علي القالي الأندلسي أعمق الأثر في الحركة اللغوية التي شهدتها في هذا القرن، إذ كانت أماليه ومروياته وتآليفه اللغوية موردا لطلاب العربية وعلمائها، وقد شارك تلاميذه الذين تفرقوا في الفردوس المفقود في إذكاء تلك الحركة.
وكان أبو بكر الزبيدي ت 379 ه أبرز تلاميذ القالي، وأبعدهم أثرا، إذ تميز بغزارة عمله، وقوة حافظته، وكثرة إنتاجه، وتنوعه. وقد درسه المستشرق لاثارو في رسالة قدمها إلى جامعة مدريد سنة 1968 بعنوان أبو بكر الزبيدي نحوي أندلسي من القرن الرابع ودرسه الدكتور نعمة رحيم العزاوي في رسالة قدمها إلى جامعة بغداد بعنوان: أبو بكر الزبيدي وآثاره في النحو واللغة وقد طبعت في مطبعة الآداب في النجف الأشرف سنة 1975.
وطبع من آثاره: لحن العامة، والواضح في النحو، وطبقات النحويين واللغويين، والاستدراك على سيبويه في كتاب الأبنية، ومقدمة كتاب استدراك الغلط الواقع في كتاب العين.
ولعل أبرز مؤلفات الزبيدي وأعمقها أثرا كتابه مختصر العين، وقد حقق علال الفاسي ومحمد بن تاويت الطنجي فصلة منه معتمدين على نسختين خطيتين منه. الأولى: في خزانة القرويين بفاس، والثانية: في خزانة علال الفاسي وأمر عرض هذه الفصلة يحتاج إلى وقفه أخرى وفد نوهت بقيمة مختصر العين وأهميته وأثره في أكثر من بحث، إذ تبين لي أن الكتاب ليس اختصارا بالمعنى الذي يوحيه عنوانه ومقدمته وخاتمته، وإنما هو معجم متميز، اعتمد على مادة في أصل هو العين وهي المادة التي اعتمدت عليها المعجمات التي سارت على منواله: كالتهذيب، والمحيط، والمحكم.
وقد تجمعت لدي في السنوات الخمسة الماضية معلومات عن مخطوطاته رأيت من المناسب أن أنوه بها بسبب أهمية الكتاب.
أ ألمانيا:
ذكر بروكلمان أن في برلين نسخة برقم 6950 6952، وأخرى برقم دحداح 159، وذكر في معرض تعليقه على نسخة دحداح: انظر أيضا 193 في المكتبة نفسها. وقد بذلت جهدا كبيرا لكي أحصل على هذه النسخ، وخاصة نسخة دحداح، إذ علق بروكلمان بشأنها: وقيل: إن هذه النسخة هي الكتاب الأصلي للخليل، وهي في ثلاثة أجزاء. وتعليقه جدير بالاهتمام فقد تكون نسخة جديدة من كتاب العين، وقد تكون أيضا النسخة الكبرى من مختصر العين الذي لم أعثر له على نسخة في ما رجعت إليه من مصادر.
ومما يؤسف له أن مكتبة الدولة ببرلين أفادت بان هذه النسخة لا وجود لها في المكتبة على الرغم من وجود إشارة في فهارسها إليها، وقد تكون احترقت في ما احترق من الآثار خلال الحرب العالمية الثانية. والمكتبة لا علم لها بمصيرها.
أما المخطوط رقم 6950، فقد تم نسخة عام 600 ه، وهو يحتوي على النصف الثاني من الكتاب، وهو في 154 ورقة، ذكر ذلك المستشرق لاثارو في رسالته التي سبق التنويه بها، وقد استقى معلوماته عن هذه النسخة من:... 6950. 1899 1887 وقد تكرم السيد لاثارو فأرسل لي ما جاء في رسالته من معلومات بشأن مخطوطات المختصر التي عثر على أخبار عنها، وبلغ عدد المخطوطات التي ذكرها في رسالته تسع عشرة مخطوطة.
ب فرنسا:
أشار بروكلمان إلى وجود نسخة في المكتبة الوطنية بباريس برقم 5347، وقد تكرم أحد الزملاء الأفاضل فصور لي الصفحة الأخيرة منها على أمل تصويرها كاملة، إن كانت ذات فائدة، وقد تبين لي أنها نسخة حديثة بخط مغربي سقيم منقولة عن نسخة كتبت في القرن العاشر.
وذكر المستشرق لاثارو في رسالته السابقة الذكر أن المخطوط المذكور تم نسخة عام 969 ه، وهو بخط مغربي في 187 ورقة، يعود إلى مجموعة أرشينارد، التي ترجع إلى مكتبة قصر الملك أحمد ملك سيعو، وقد استقى معلوماته عنها من: