أتاه كتاب مخالفة أهل لؤلؤة وأخذهم رسله واستيلاء العرب عليها فراجعوا مخاطبتي وانقطع الامر بيني وبينهم في الفداء على أن يعطوا جميع من عندهم وأعطى جميع من عندي وكانوا أكثر من ألف قليلا وكان جميع الاسرى الذين في أيديهم أكثر من ألفين منهم عشرون امرأة معهن عشرة من الصبيان فأجابوني إلى المحالفة فاستخلفت خاله فحلف عن ميخائيل فقلت أيها الملك قد حلف لي خالك فهذه اليمين لازمة لك فقال برأسه نعم ولم أسمعه يتكلم بكلمة منذ دخلت بلاد الروم إلى أن خرجت منها إنما يقول الترجمان وهو يسمع فيقول برأسه نعم أولا وليس يتكلم وخاله المدبر أمره ثم خرجت من عنده بالأسرى بأحسن حال حتى إذا جئنا موضع الفداء أطلقنا هؤلاء جملة وهؤلاء جملة وكان عداد من صار في أيدينا من المسلمين أكثر من ألفين منهم عدة ممن كان تنصر وصار في أيديهم أكثر من ألف قليلا وكان قوم تنصروا فقال لهم ملك الروم لا أقبل منكم حتى تبلغوا موضع الفداء فمن أراد أن أقبله في النصرانية فليرجع من موضع الفداء وإلا فليضمن ويمض مع أصحابه وأكثر من تنصر أهل المغرب وأكثر من تنصر بالقسطنطينية وكان هنالك صائغان قد تنصرا فكانا يحسنان إلى الاسرى فلم يبق في بلاد الروم من المسلمين ممن ظهر عليه الملك إلا سبعة نفر خمسة؟ بهم من سقلية أعطيت فداءهم على أن يوجه بهم إلى سقلية ورجلين كانا من رهائن لؤلؤة فتركتهما قلت اقتلوهما فإنهما رغبا في النصرانية * ومطر أهل بغداد في هذه السنة واحدا وعشرين يوما في شعبان ورمضان حتى نبت العشب فوق الأجاجير وصلى المتوكل فيها صلاة الفطر بالجعفرية وصلى عبد الصمد بن موسى في مسجد جامعها ولم يصل بسامرا أحد * وورد فيها الخبر أن سكة بناحية بلخ تنسب إلى الدهاقين مطرت دما عبيطا (وحج) بالناس في هذه السنة محمد بن سليمان الزينبي وحج فيها محمد بن عبد الله ابن طاهر فولى أعمال الموسم وضحى أهل سامرا فيها يوم الاثنين على الرؤية وأهل مكة يوم الثلاثاء
(٣٨٩)