عليه وسلم فاجتمع إليه بها ناس كثير وكانت بينه وبين قواد عبد الله بن طاهر وقعات بناحية الطالقان جبالها فهزم هو وأصحابه فخرج هاربا يريد بعض كور خراسان كان أهله كاتبوه فلما صار بنساوبها والد لبعض من معه مضى الرجل معه من أهل نسا إلى والده ليسلم عليه فلما لقى أباه سأله عن الخبر فأخبره بأمرهم وأنهم يقصدون كورة كذا فمضى أبو ذلك الرجل إلى عامل نسا فأخبره بأمر محمد بن القاسم فذكر أن العامل بذل له عشرة آلاف درهم على دلالته عليه فدله عليه فجاء العامل إلى محمد بن القاسم فأخذه واستوثق منه وبعث به إلى عبد الله بن طاهر فبعث به عبد الله بن طاهر إلى المعتصم فقدم به عليه يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر فحبس فيما ذكر بسامرا عند مسرور الخادم الكبير في محبس ضيق يكون قدر ثلاث أذرع في ذراعين فمكث فيه ثلاثة أيام ثم حول إلى موضع أوسع من ذلك وأجرى عليه طعام ووكل به قوم يحفظونه فلما كان ليلة الفطر واشتغل الناس بالعيد والتهنئة احتال للخروج ذكر أنه هرب من الحبس بالليل وأنه دلى إليه حبل من كوة كانت في أعلى البيت يدخل عليه منها الضوء فلما أصبحوا أتوا بالطعام للغداء ففقد * فذكر أنه جعل لمن دل عليه مائة ألف درهم وصاح بذلك الصائح فلم يعرف له خبر (وفى هذه السنة) قدم إسحاق بن إبراهيم بغداد من الجبل يوم الأحد لاحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى ومعه الاسرى من الخرمية والمستأمنة وقيل إن إسحق بن إبراهيم قتل منهم في محاربته إياهم نحوا من مائة ألف سوى النساء والصبيان (وفى هذه السنة) وجه المعتصم عجيف بن عنبسة في جمادى الآخرة منها لحرب الزط الذين كانوا قد عاثوا في طريق البصرة فقطعوا فيه الطريق واحتملوا الغلات من البيادر بكسكر وما يليها من البصرة وأخافوا السبيل ورتب الخيل في كل سكة من سكك البرد تركض بالاخبار فكان الخبر يخرج من عند عجيف فيصل إلى المعتصم من يومه وكان الذي يتولى النفقة على عجيف من قبل المعتصم محمد بن منصور كاتب إبراهيم بن البختري فلما صار عجيف إلى واسط ضرب عسكره بقرية أسفل واسط
(٢٢٤)